responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 122
بين نهر أبو علي في طرابلس
والاستعمار الفرنسي بالجزائر
جريدة بيروت المساء 1956 والمنار الدمشقية
أيهما أظلم؟ .. وأخبث
من سنن الله المألوفة، أن يمتحن عباده أفرادا وجماعات، ويبتليهم من حين لآخر. تبصرة وذكرى. أو عقوبة وتكفيرا للذنوب والخطايا. فأحيانا يجري ذلك بواسطة الطبيعة. وأحيانا أخرى يجريه بواسطة الإنسان نفسه. والأصل أن يكون الإنسان، أرحم من الطبيعة بأخيه الإنسان، لأنه عاقل حساس، ولأنه أخوه على كل حال، واليوم نشاهد بلائين قريبين زمانا ومكانا، أحدهما في طرابلس العزيزة تولته الطبيعة بواسطة نهر أبو علي والثاني في الجزائر الغالية، تولاه إنسان اسمه فرنسا، ويحسن أن نقول كلمة في هذين المخلوقين، لنرى أيهما أظلم وأخبث. هل فرنسا الإنسانية، أم نهر أبو علي الأعجم؟ إن نهر أبو علي قد كان دائما إرادة خالقه، قادرا على إزعاج الناس وإقلاق راحتهم، ولم تكن هذه القرون الطويلة التي مرت على هدوئه وتدفق خيراته لتدل على عجز في سلطانه أو جبن في طبيعته، أو تملق لغيره، ولكنه كغيره من آيات الله في الآفاق، كان ولا يزال مظهرا من مظاهر عظمة الله ورحمته ولم يكن، ولن يكون إلى يوم الدين، أداة نقمة وعذاب وإنما غفلة الناس، وعتو الناس، وبطش الناس بعضهم ببعض، وجهل الناس طرق استغلال نعم الله، ثم جحود الناس لقوة أعلى، تسيطر على أنفاسهم, ووجودهم، كل ذلك دفع نهر أبو علي بإرادة الله أن يثبت وجوده في هذا العالم بعد آلاف السنين قضاها معهم في صبر واحتمال، ليدلل على جبروت، وحتى يوقظ أهل الدنيا في مختلف قاراتهم، ثم يجعلهم يتحدثون عنه وعن جبروته بكل ذعر واهتمام، ولقد فعل

نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست