responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 120
وفي بحبوحة الراحة يتقلبون، وهذا هو المتبادر إلى الأذهان السليمة، ولا يعقل في عالم المنطق سواه، مع أن الحقيقة غير ذلك على خط مستقيم.
إذ الواقع أن تستعين بالمائة من أبناء فرنسا المستعمرة بالذات إنما يعيشون في شقاء دائم ما بين الإنهماك في استعداد للحرب. وما بين اشتباك في حرب بالفعل. وكل ذلك لأجل أن يحفظوا لبضع مئات من آلهة المال بقاء سلطانهم وأسباب طغيانهم في الداخل والخارج.
فحال هؤلاء التعساء في أيام السلم، ضنك مستمر، إذ يساقون إلى المعامل الصناعية فتكوى جلودهم بين نيرانها مقابل أجر زهيد لا يسد رمقهم، ولا يدفئ أجسامهم ولا يستر في بعض الأحيان عوراتهم، والباقي من الأرباح الطائلة، يذهب طبعا إلى جيوب السادة المنتجين، والمصدرين إلى المستعمرات المسكينة، وهؤلاء الأهالي التسعون بالمائة، هم الذين يحملون أفدح نسبة من الضرائب، بالنسبة لمدخولهم المحدود. وهي في النهاية، إنما تنفق على تعزيز القوة الباطشة، من الجيش والبوليس، والدبلوماسية الخبيثة.
وأما وضع هؤلاء في حالة حرب، فإن الأمر مفهوم بداهة، لأنهم إنما يفارقون الأهل والأولاد والوطن. ويساقون إلى الموت، إلى التشويه والغربة والعذاب على الأقل. هذا هو نصيب الأكثرية الساحقة من أبناء الشعوب المستعمرة، وقد أحس هؤلاء في المدة الأخيرة، بالخطر الذي يهددهم على الدوام. فظهر تمرد جديد، يدعو إلى الامتناع عن دفع الضرائب، وهذه ظاهرة أخرى لا تقل خطورة عن تمرد الجيش نفسه، وقد علم الناس في هذه الأيام القريبة، بأن المسمى الميسيو بوجاد زعيم الداعين إلى التمرد عن دفع الضرائب، قد خاض الانتخابات الأخيرة، على سبيل الاستفتاء فخرج بمعجزة، لم يكن أحد يتوقعها، لا في فرنسا ولا في العالم، إذ فاز باثنين وخمسين مقعدا في مجلس النواب الجديد ولم تكن له أية سابقة في السياسة، ولا كان أحد من الناس يعرف عنه شيئا، مما يدعو إلى اتباعه، وإنما كانت ميزته الوحيدة وباسمها فقط، تقدم أنصاره، إلى الناخبين، وهذه المزية هي الدعوة للتمرد ضد دفع الضرائب.

نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست