responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 90
ذلك أن العمل على إرضاء المخلوق - كيفما كان ولو كان هذا المخلوق ممن تجب طاعته كالأبوين - بما يغضب الخالق لا يقع إلا ممن لا يخاف الله ويخاف المخلوق، فهو يعمل - جاهدا - على إرضائه بكل الوسائل ولو فارق دينه في سبيل ذلك.
أخرج الحاكم في المستدرك عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج من دين الله)). هذا وعيد شديد لأولئك الذين لا يخافون الله فيغضبونه من أجل أنهم يعملون ليرضى عنهم ذوو السلطة والحكم، فقد أهلكوا أنفسهم وأهلكوا حكامهم من حيث زينوا لهم ما يفعلون، ولو خالف الشرع والحق، ولو أنصفوهم لنصحوهم حتى يبعدوهم عن الضلالة والخسران.

الفصل العاشر: بين منبر الجمعة وكرسي الحكم [1].
يتولى أمور المسلمين العامة - بالإصلاح والرعاية - صنفان من الناس:
العلماء المرشدون والحكام المسيرون، آمرين بالخير ومحذرين من الشر، وموجهين لإخوانهم، حتى لا يضلوا ولا يزلوا، لهم علماؤهم في توضيح السبيل وإنارة الطريق، وأمراؤهم وحكامهم في رعاية مصالحهم، من جلب خير، أو دفع ضر، فإذا أخلص العلماء في عملهم التوجيهي والإرشادي وإذا صدق الأمراء في إماراتهم وأحكامهم سعدت الحياة واستقامت الأمور، وكان كل واحد من هذين الصنفين في مستوى منصبه، الإخلاص رائده، والصدق قائده، وحب الخير والصلاح غايته، إذا كان ذلك كتب النجاح والفوز لكل واحد من الصنفين، وفاز بلذة نجاحه، وإذا انعدم الإخلاص وجاء الطمع والأنانية وحب الذات والهيمنة ساء الحال وخسرت الأمة المآل.
ومن لطف الله بهذه الأمة - أمة محمد صل الله عليه وسلم - أن فرض عليها صلاة الجمعة المسبوقة بخطبتين، فإذا حان وقتها أسرع المسلمون

[1] نشر هذا الفصل في صحيفة "الشهاب" اللبنانية تحت عدد 11 من السنة السابقة بتاريخ 7 شوال 1393 هـ الموافق لـ 1 نفمبر 1973 م.
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست