responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 65
متأخر، إمبريالي، عميل، رأسمالي، إلى غير هذا من الألفاظ التي نسمعها تتكرر على آذاننا في كل يوم والنعوت التي تمنح لكل من لم يكن شيوعيا، في حين خلعوا على أنفسهم خلعة - التقدميين والتحرريين - هذا رأيكم ودعايتهم فليقولوا في أنفسهم وفي غيرهم ما شاؤوا، ذلك أن الحقيقة لا تخفى على أحد وهي أن التعصب الموجود في الحزب الشيوعي غير موجود في أي حزب سياسي آخر سواه، وقد رأينا كيف أن الشيوعيين لا يتساهلون مع مخالفيهم في الحزبية أبدا - ويرونهم أقل شأنا وفهما واعتبارا منهم هم، ومن مبادئ الحزب الشيوعي إظهار عيوب ونقائص غير الشيوعي حتى يقضي عليه، ليخلو الميدان لهم وحدهم، فهل هذا من الشيوعيين تعصب لحزبهم أم ماذا يسمى ... ؟؟
فمحاولة القضاء على المخالف في الرأي - رأي غير سديد - لأن حرية التفكير والرأي من الأمور الضرورية اللازمة لحياة الفرد والمجتمع، كالهواء للتنفس والغذاء والماء لحياة الجسم وسلامته، فالذي يحاول أن يحجر ويمنع الأفكار من التفكير إلا كما يفكر هو يكون على جانب من الخطأ كبير - كما تفعل ذلك الشيوعية والاشتراكية - فللإنسان أن يفكر، وله أن يختار ما يحلو له من الآراء، إذا كان صاحب رأي وتفكير.
هذه تربية الإسلام للمسلمين ليتعودوا استعمال عقولهم عند الحاجة - من غير تعطيل لها - وهي ظاهرة في بعض الآيات القرآنية، كقول الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [1] وكقوله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [2] هذا دين الله الذي يجب أن تخضع له النفوس، وتؤمن به القلوب - ولا حق لها في اتباع غيره - ومع هذا فقد ترك للرأي حريته وحكمه وقوله، وللإقناع سبيله، لم يمنع المخالف له من الاحتفاظ برأيه ولو خالف الحق والواقع والجمهور.
فهذه الماركسية الشيوعية - مثلا - تحارب الدين وتمنع أتباعها من الإيمان بالله الخالق لكل شيء وهذا مخالف لفطرة البشر، كما تمنع من الإيمان بالرسل والعمل بالشرائع السماوية، وفي مقابل الإيمان بالله والرسل والعمل بالشرائع تأمر أتباع مذهبها بالإيمان بالماركسية الشيوعية في نظامها ليكون ذلك عقيدة

[1] سورة يونس الآية 99.
[2] الآية 256 من سورة البقرة.
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست