responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 223
القرن العشرين، قرن النور والعلم والحرية والديموقراطية، بل كثيرا ما شاهدنا - بواسطة التلفزة - زوار بعض الملوك والرؤساء إذا دخلوا عليهم انحنوا لهم انحناء الراكعين الخاضعين العابدين لله رب العالمين، والركوع - شرعا - لا يكون إلا لله الخالق الواحد القهار، فمتى يكون حكام المسلمين سالمين من تحيات الأعاجم التي تحمل معها عصر الجبروت والقهر وعبادة المخلوق للمخلوق، ومتى يكونون متواضعين، وبتربية الإسلام عاملين؟؟ متى يكونون في مستوى أمتهم أمة الحرية النفسية والكرامة الذاتية؟ تاركين عناوين وألقاب الجبابرة والفراعنة الطغاة التي ذهبت مع زمانها وزمانهم إلى غير عودة، ولا ننسى كذلك قول - بلال - الحبشي رضي الله عنه لعمر بن الخطاب لما قال للناس: من رآى منكم في اعوجاجا فليقومني، فقام له بلال - وهو غير عربي - وأجابه قائلا - بعد أن سل سيفه - والله يا عمر لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا ... فلم يغضب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه من جرأة هذا الحبشي - الذي رباه الإسلام على الحرية - على مقام أمير المؤمنين العربي ويهدده بالسيف إذا رآى انحرافه عن الطريق السوي واعوجاجه عن سبيل الرشاد، فما كان من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلا أن حمد الله على وجود من يقوم اعوجاج عمر بسيفه في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لان الأمة إذا كانت تخاف أن تقول للملك أو للرئيس: إنك أخطأت الصواب أو فعلت كذا وكذا وهذا ليس من خصائصك الخ إذا كانت تهاب أن تقول كلمة الحق فقد مات فيها الإيمان بالله والخوف منه وحده والشعور بالكرامة الإنسانية، وهذا ما نشاهده في مسلمي هذه الأعصر الأخيرة مع حكامهم الذين تجبروا معهم تجبر الفراعنة في زمانهم، وأذلوهم إذلالا قاهرا شنيعا، فعلى الجميع بالرجوع - من غير أن نتهم بالرجعية - إلى أصل ديننا الحنيف، ففيه التربية الكاملة والكافية للجميع.

الفصل الثالث: من هو أبو مسلم الخولاني؟
ولا بد من كلمة نقولها هنا عن هذا الرجل الصالح والمسلم الكامل أبي مسلم الخولاني، فإن حياته عجيبة وإيمانه قوي، ودينه متين يصلح للقدوة، وقد لحقه ما لحقه من الفتن والبلايا فصبر لها حتى مرت، فدل ذلك على قوة إيمانه، وعزة نفسه الكبيرة، وصبره العديم المثال في أمثاله.

نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست