responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 742
هل يعتبر الأسد المجرم بما حل بطاغية ليبيا؟!!
محمد فاروق الإمام
هل هي مصادفة أم تقدير من رب العالمين أن يكون حديث الأسد الصغير مع التلفزيون الحكومي الرسمي يوم 21 آب الحالي متزامناً مع سقوط طاغية ليبيا معمر القذافي، ليكون إنذاراً للأول بأن عهد الطغاة إلى زوال وأن عهد الاستبداد إلى اضمحلال وغياب عن الخريطة العربية، وأن الجيوش بدباباتها، ورجال الأمن ببنادقها وهراواتها، والشبيحة بسواطيرها وسكاكينها وعصيها، والمطبلين والمزمرين والهتافين والمتملقين لن يحولوا دون سقوط الطغاة والمستبدين لأنها سنة من سنن الحياة، وغيرة من الله على من يتحداه (العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمت ظهره ولا أبالي)، وقد تهاوت أعتى هذه الديكتاتوريات في شهور قليلة بدءاً من هذا العام، حيث سقط في تونس زين العابدين بن علي وفي مصر حسني مبارك وفي ليبيا مؤخراً معمر القذافي، وهناك تمترس بصولجان السلطة وكرسي الحكم بين طاغيتين في طريقهما إلى السقوط، وقد يكون أقربهما طاغية الشام بشار الأسد الذي أوغل في دماء السوريين حتى لامست الأعناق وغمرت الركب.
يوم أمس تحدث الأسد الصغير طويلاً كعادته مع التلفزيون السوري الرسمي الذي يديره شبيحة الإعلام وأبواق النظام الكاذبة المضللة وقد بدا على وجهه الشحوب رغم لمسات المكياج الواضحة وفي حركاته إرباك وانفعالات .. تحدث الأسد الصغير محاضراً كعادته وليس محللاً يتعامل مع الواقع بمصداقية وشفافية، فهو لا يزال يضرب على الوتر الأمني الذي اعتبره هو المقدمة لأية حلول سياسية لابد منه لإيجاد الأرضية الصالحة لتقبل حزمة الإصلاحات التي سنها والتي يفكر في تفعيلها عندما يرتب البيت السوري، ولا يزال الأسد الصغير يضرب على وتر المؤامرة الخارجية والفتنة الطائفية والعصابات المسلحة والمندسين والمخربين والسلفيين، دون أن يعترف ولو بالإشارة إلى أن هناك في الساحة السورية أزمة عليه التعامل معها بحكمة وعقلانية، وأن هناك ثورة شعبية تطالب بإسقاط النظام ورحيله، وأن هناك دماء صبغت ساحات وميادين وشوارع وأحياء المدن والبلدات والقرى السورية، وأن هناك أكثر من ألفي شهيد سقطوا على يد شبيحة النظام ورجال الأمن بينهم أكثر من 125 طفل وعشرات النساء، وأكثر من 500 شهيد من القوات المسلحة قضوا على يد رجال الأمن لرفضهم توجيه رصاص بنادقهم إلى صدور إخوانهم المتظاهرين السلميين، وأن هناك ما يزيد على ثلاثة آلاف مفقود وأكثر من عشرين ألف معتقل وأكثر من خمسين ألف مهجر إلى البلدان المجاورة، وأن هناك مدن حوصرت ومساجد وبيوت وأعراض استبيحت، وقطع عن أطفالها الحليب وعن مرضاها الدواء وعن أهلها الماء والغذاء والكهرباء والاتصالات، ودمرت العشرات من مساكنها والمئات من محلاتها التجارية ونهبت محتوياتها.

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 742
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست