responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 432
جرير الطبري في تفسيره (الطاغوت كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود أو شيطانا أو وثنا أو صنما أو كائنا ما كان من شيء) أهـ.
وفي لسان العرب في معنى قوله تعالى {يؤمنون بالجبت والطاغوت} وأنه طاعة الرؤساء والكبراء في غير طاعة الله (قال الأزهري وهذا ليس خارجا عما قال أهل اللغة، فإذا اتبعوا أمرهما، فقد أطاعوهما من دون الله, والطواغيت من طغى في الكفر وجاوز الحد، وهم عظماؤهم وكبراؤهم، والطاغية ملك الروم، والجبار العنيد، والظالم الذي لا يبالي ما أتى، يأكل الناس، ويقهرهم، لا يثنيه تحرج ولا فرق) أي لا يردعه عن قهر الناس وظلمهم خوف منهم ولا خشية من الإثم!
وقد أمر الله عز وجل بإسقاط الطاغوت وحزبه وقتالهم في قوله تعالى {الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}!
فهذه حقيقة قرآنية تؤكد بأن كيد الطاغوت وحزبه وأنصاره ضعيف! ولا يحتاج إسقاطه إلا إلى المفاصلة معه، والكفر به، والكفر باستحقاقه للطاعة والاتباع!
وليس حال من كفر بالطاغوت وقاومه ودعا إلى إسقاطه، كحال من دعا إلى إصلاحه ومداهنته ومحاباته!
الفرق الثاني: أن الكلمة الأولى والشعار المبارك فيه براءة صريحة من الظالم وظلمه، وهو ما أمر الله به كما في قوله تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}!
فحرم الله جل جلاله مجرد الركون والميل إلى الظالمين، دع عنك طاعتهم واتباعهم ونصرتهم! وجعل الله جزاء الركون إليهم النار والعذاب في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا نار الطاغية الذين يسومهم سوء العذاب حيث يسلطه الله عليهم حين اتخذوه ندا من دون الله يطيعونه ويتولونهم وهو يحكم بينهم بغير ما أنزل الله، بل ويحبونه ويوالونه ويقاتلون دونه، ويرفضون إسقاطه والكفر به، فيكون الجزاء لهم ناره في الدنيا، وجزاؤهم في الآخرة نار جهنم!
وهذا حال من يرفعون الشعار الثاني ففيه قبول بحكم الظالم، وركون إلى بقائه في السلطة، واعتراف به وبحقه في الطاعة، ولهذا يسلطه الله عليهم، فلا يزيده ذلك إلا بغيا وعدونا واستكبارا، ولا يزيدهم إلا ضعفا وذلا وخسارا، كما قال تعالى {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون}!
فلما ظلم الطغاة شعوبهم، وداهنتهم شعوبهم على طغيانهم، ورضيت ببقائهم، واعترفت باستحقاقهم للطاعة والحكم، كان الجزاء العدل أن يولي الله بعضهم بعضا في الدنيا والآخرة، فيشقى بعضهم ببعض في الدارين!
الفرق الثالث: أن بالكلمة الأولى والشعار المبارك يتحقق التمايز بين الحق والباطل، فالطاغوت ونظامه واستبداده وطغيانه كل ذلك باطل، والدعوة إلى إسقاطه وإبطال جوره وظلمه عدل وحق، فإذا

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست