responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 2321
والآن، مع بوادر الحركة الدولية المتجهة نحو سوريا، بعدما ضج العالم من جراء الهاربين من الموت اللائذين بالبلدان المجاورة، تركيا، لبنان، الأردن .. وذلك خصوصا أنطلاقا من البوابة التركية على الأرجح، أتساءل: ترى هل كتب على العربي ان تمتهن كرامته ويصنف على انه مواطن أممي من المرتبة الخامسة؟ هل وجب على السوري ان ينتحل جنسية الراوندي لكي يخشى عليه العالم قبل يخشى عليه أهله؟
كيف بالله عليكم تتخلون عن أطفال وصبايا حباهم الله الطيبة والمحبة والجمال وزرع في قلوبهم حب الوطن وحب العروبة، ولطالما هم دافعوا عن فكرة العروبة وجسدوها، هم وآباؤهم واجدادهم، انسيتم أدوار السوريين وأهل بلاد الشام في تأسيس المملكة إلى جانب ابن سعود؟
وبدلا من أن تتفكروا في حالهم وتهبوا لنجدتهم من براثن هذا الطاغية الصغير المتعملق بشار الاسد، ها انتم تساهمون في حفلة الموت التي دارت عليهم وصاروا طعما لها.
كيف نسيتم صبابات وابتسامات غضة في ريف دمشق تغتالها ريح سوداء تهب عليها من سموم الطائفية فتقتل بإسم كره الأقلية وامراضها التاريخية أبناء الأكثرية لمجرد أن قدرهم ساقهم إلى هذا المصير؟
بينما دمشق التي أنشدها الشعراء اناشيدهم وارتفع لها صوت شوقي في قصيدته "نكبة دمشق" بفعل الاحتلال الفرنسي لسوريا، دمشق هذه تكاد أن تكون قاب قوسين أو أدنى من نكبة جديدة على ايدي استعمار داخلي هذه المرة هو استعمار الأقلية للأكثرية!
سلام من صبا بردى ارق ودمع لا يكفكف يا دمشق
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة تدق
دمشق كما يعرف القاصي والداني باتت مطوقة بالدبابات وراجمات الصواريخ في ثلاثة اطواق عسكرية وامنية هائلة وذات كثافة وقوة نارية رهيبة، كفيلة في حال وقعت الواقعة في دمشق وتمردت غالبية السكان أن تدك دكا يعيد إلى أذهان العرب ذكرى "نكبة دمشق" على ايدي الفرنسيين.
السوريون المتطلعون جميعا نحو عاصمتهم اليوم لسان حالهم الشاعر الكبير بدوي الجبل الذي صدح يوما بحبها، ولسان حاله لسان الكرامة الوطنية التي داس عليها النظام بأحذية جنوده. يقتفي أثره اليوم شاعر اسمه كمال الصوفي من حمص فأهداها لمن اسماه "طفل الجريمة المدلل بشار الاسد وعصابته الحاكمة":
يسومنا الصنم الطاغي عبادته لن تعبد الشام إلا الواحد الأحدا
وجه الشآم الذي زفت بشاشته من النعيم لغير الله ما سجدا
لقد انتفض السوريون، وهم يعولون عليكم أن تنصروهم في المحافل الدولية، حتى يلقى النظام الذي قتل السوريين وأطفالهم جزاءه العادل فلا ينجو بفعلته. وهو ما يوجب علي السؤال ترى كم بقي من وقت حتى تستشعرون بما تستشعره جلود أبناء سوريا الاحرار وبناتها.

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 2321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست