responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1599
الأسد وخياراته الثلاثة
بالأمس وقعت الدبلوماسية الأسدية في حيص بيص عندما وضعتها الجامعة العربية بين فكي كماشة وطرحت أمامها ورقة تعتقد هي أنها واقعية وعملية؛ لتلقى قبول الأسد وعصابته، أو اللجوء إلى الزلازل والعواصف؛ حسب وصف الأسد من جهة والمتحدث باسم الجامعة العربية من جهة أخرى.
- وبالتالي كان لزاما من وجهة نظر الجامعة العربية على الأسد أن يجيب بالقبول، لأن سقف المطالب العربية انخفضت إلى الحد الذي لم يعد مقبول عند أجهل ثائر في سورية، لأنها من جهة لا تلبي مطالب الثوار في رحيل الأسد وعصابته، ولا تمهد الطريق لإنهاء المرحلة الأولى من الثورة والانتقال إلى المراحل التالية في بناء النظام الديمقراطي وتحقيق الكرامة والعدالة.
- ولكن المتبصرين في حكمة وحنكة القائمين على مبادرة الجامعة العربية أدركوا أن أي قبول لأي ورقة من الجامعة العربية مهما كان سقف مطالبها يعتبر سقوط لبشار وطغمته الحاكمة بمعنى الكلمة، وأن هذا الطاغية لا يستطيع الاستجابة لأبسط حقوق المواطنة، ومطالبة الشعب والتي تقع أصلا ضمن مسؤولياته، وإلا فما وظيفته على رأس هرم السياسة السورية، لكنه يدرك أن الخيار الأول الذي وضعته الجامعة العربية على طاولته وهو قبول المبادرة، وهذا يعني حماية المتظاهرين، ويعني حرية التظاهر، ويعني الاعتراف بالأخر، ويعني الاعتراف أن هناك معارضة حقيقية، ويعني قبول شروط خارجية، ويعني القبول بقوانين لعبة جديدة، ويعني فرض أوراق جوكر سوف ترمى في سياق اللعب ولا يدري ما الذي سوف يترتب عليها في المستقبل القريب.
- أما إن رفض المبادرة فهذا يعني طلاقاً بائناً بين الأسد وطغمته من جهة وبين الجامعة العربية من جهة أخرى، ويعني أيضا أن مقعد سورية في الجامعة العربية سوف يتم تجميده يوم الأربعاء، ويعني أن الدول التي كانت تميل على ميله من اللجنة العربية مثل الجزائر وسلطنة عمان ومصر والسودان، سوف تكون مضطرة لأن تسير في ركاب الدول الأخرى؛ نظرا لعدم استجابة الأسد لمطالبها، خصوصا أن هذه اللجنة تعتبر من منحبكجية الخارج، ولا يوجد في الصف العربي أفضل منها للوقوف في صف هذا الظالم، ويعني أيضا أن الجامعة ربما تلجأ للتحاور مع المعارضة كخيار بديل، وتعلمون أن هذه الأخيرة اتخذت من مصر مكان إقامة؛ وغرفة عمليات، أيضا يعني أنه ربما تلجأ الجامعة العربية لتحويل الملف إلى مجلس الأمن مجددا، وهذه المرة مدعوما بقرار عربي، وتعلمون أن الصين استبقت هذا الموقف بإعلان وقوفها مع مبادرة الجامعة العربية، أي أن الصين ربما تكون غيرت من سياستها الخارجية تجاه الوضع في سوريا، ولم يبقى سوى روسيا التي استنجد بها الأسد أمس لمساعدته في الخروج من هذا المأزق.

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1599
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست