responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1564
إعلان النفير في بلاد الشام!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
ثمة عاملان يحفران قبر النظام الأسدي في سوريا، وهما متوازيان حيناً ومتقاطعان أحياناً، لكنهما في النهاية متكاملان، حتى لو حاولت المعارضة سواء الداخلية منها أو الخارجية، وبتفاوت فيما بينهما، النأي بنفسها عن هذه الثنائية الطبيعية، لمخاوف وهواجس لا علاقة لها بالمسار الواقعي للأحداث:
- الأول هو التظاهر السلمي وما يثيره من قمع متوحش مضاد، حين يمعن في زعزعة معنويات آلة القتل ويدفع بالجنود والضباط إلى الفرار أو الانشقاق، بل إنه يدفع حتى أقرب حلفاء النظام إلى التردد في بعض الأحيان، وفي هذه الحالة هو نوع من الجهاد ولو من دون سلاح حربي.
- والثاني، وهو نتاج العمل الأول وأبرز تفاعلاته، بل هو أثرٌ مباشر من آثاره، أعني به العمل المسلح الذي يقوم به الجنود المنشقون وقد أعادوا تنظيم صفوفهم تحت اسم الجيش السوري الحر، وهو حتى بمعناه الدفاعي المحض، نوع آخر من أنواع الجهاد، وبالسلاح.
أما ما يحدّد مدى الدفع والدفاع، أو اختيار هذا النوع من الجهاد أو ذاك، إنما هو طبيعة الصراع، وحجم أطراف النزاع، وموازين القوى. فلو كان النزاع بين النظام والشعب ينتهي بتظاهرة واحدة، فلم العودة إلى الشارع بأخرى؟ ولو كان التظاهر السلمي يكفي من أجل التغيير الجذري وعودة الحقوق إلى أصحابها، فلماذا اللجوء إلى وسيلة أخرى؟
أما وقد ظهر ما كان معروفاً، وهو أن النظام لن يتراجع ولو تظاهر الشعب ضده بالملايين، بل إنه ينتهك الحرمات ليل نهار، ويسفك الدماء دون حساب، فلم يعد من عذر لأحد دون استخدام السلاح المتوافر لردّ العدوان، وليس هذا فحسب، حيث من الواجب شرعاً طرق كل الأبواب المتاحة لجلب السلاح، والاستعانة بكل الخبرات الممكنة لتطوير عملية الدفع تحت اسم الجهاد، وإذا ما بدا أن أهل سوريا بحدودها الحالية غير قادرين لوحدهم على صدّ المعتدين، فقد وجب الجهاد كذلك على المناطق المحاذية الأقرب، وهكذا في دوائر تتباعد بحسب الضرورة.
ثم إنّ تطور العمل الميداني من تلقاء نفسه لا يكفي لوحده، مع بقاء التردد في تسمية الأشياء بأسمائها خشية الوقوع ولو لفظياً في أتون الحرب الأهلية الطائفية التي يسعى إليها النظام كما يبدو، لكنه يجهد للوقوف على حافتها، ويكتفي حالياً بتقديم نماذج بشعة منها، من تصويره وإخراجه، ليهدّد بها المنطقة والعالم، فيهرول من يهرول لعقد صفقة سياسية معه، بمن حضر من المعارضة، وبحد أدنى من التغيير!
وماذا يبقى من مخرج إذا ثبت أن التدخل العسكري المباشر غير مطروح، ولا حتى الحظر الجوي بقرار من مجلس الأمن؟

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست