responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1528
ماذا نستخلص من شهور الثورة الثمانية
بالطبع كان حلم كل سوري أن يرى بلاده تتحرر من الطغيان، وتنتقل إلى الحكم الديمقراطي الذي تستحقه عن جدارة، ولكن شاءت الأقدار أن ابتلينا بنظام لم يدرج في قاموسه معاني الكلمات التي طالما تغنى بها، فكان حتما على الشعب السوري كما الشعوب الأخرى التي سبقتنا إلى نيل شرف التحرر، أن نقاوم ببسالة ليس فقط أشرس نظام عرفته البشرية في كل أزمانها، بل أخبث وأحقر نظام حكم على مر التاريخ السوري القديم والحديث.
لكن الحدث المهم أن الشعب السوري تحرر من عبوديةٍ كان جاثمة بداخله، وانطلق مستلهما من أقرانه روح الثورة، ومستنهضا عزيمة طالما حاول السوريون التعبير عنها في بديهيات حياتهم المعاشة.
وبدأت مسيرة الشهور الثمانية بسلبياتها وإيجابياتها، لا نبالي ما نتحمله من أثمان باهظة في الأنفس والأموال، فالهدف غالٍ جدا؛ لذلك يجب أن ندرك أن الثمن سوف يكون باهظا، إضافة إلى أن تراكم الخبرات لدى الطغمة الحاكمة يجعلها أقدر من سابقاتها على التحمل ومقاومة التغيير والتحايل على المستويين الداخلي والخارجي.
منذ البداية كنت أقول لجميع الثوار المستعجلين، أن ثورتنا سوف تستغرق أطول فترة بين الثورات العربية، فلا تضعوا لهذه الثورة مهلا قصيرة تكون عبئا على الثورة والثوار، يكون لها آثار سلبية على الهمم، تشكل بالتالي عقبة في طريق الهدف الرئيسي للثورة.
فخصمنا لا يعرف قانون ولا أخلاق ولا أعراف، ولا شريعة، ولا تقاليد، ولا يراعي في سبيل البقاء أي محرمات، على أي مستوى وفي أي منحى، لذلك من أراد النصر فليعد العدة وليتوكل على الله حق الاتكال.
بداية يمكنني إيجاز نقاط القوة عند الطغمة الحاكمة والتي هي بحد ذاتها يمكن أن تشكل نقاط ضعف:
1 - الاجرام والتنكيل الذي لايوجد له في مثيل إلا ربما عند نظام القذافي الزائل، وهذا الإجرام يعتبر نقطة قوة لدى الطغمة الحاكمة عندما يغض العالم الطرف عن جرائمها، وهو بذات الوقت نقطة ضعف إذا استطعنا أن نوصل هذا الإجرام إلى المحاكم والمنظمات الدولية.
2 - استغلال الجيش في قمع التظاهرات، وهذا يعتبر نقطة قوة لدى الطغمة الحاكمة في حال استطاعت الحفاظ على تماسك هذا الجيش، ونقطة ضعف في حال ازدادت الانشقاقات، لأن رقعة المعارك تكون كبيرة جدا لا تقدر عليها أعتا الدول الاستعمارية، وهذا لمسناه في العراق وأفغانستان وغيرها.
3 - الدعم الخارجي للطغمة الحاكمة، وهذا من أقوى نقاط القوة لديها وتعلمون أن هناك دول كثيرة كانت تدعمه ابتداءً من إيران وحزب الله وروسيا والصين إلى الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست