responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1519
للتاريخ وحتى لا ننسى مأساة حمص
ثائر رحمة
ما كنت لأكتب ما كتبت لولا أن المواجهة مع النظام المجرم قد تجددت ولكن ولله الحمد فهذه المرة يجتمع أبناء هذا الشعب بمعظم أطيافه في مواجهة السفاحين القتلة ولا تكون (حماةُ) وحدها.
أتذكّر حماة وتاريخها المشرّف في وقوفها في وجه الظلم والكفر والعهر ...
من مثلها؟ ..
من مثل حماة وهي التي انتفضت من قبل ثلاث مرات؟
هل أذكّركم .. ؟؟
في سنة 1964 وأحداث جامع السلطان الشهيرة
وفي سنة 1973 وأحداث الدستور
وفي سنة 1982 ومجزرة حماة الكبرى (مأساة العصر) وما سبقها من إرهاصات استمرت ثلاث سنوات
كل هذا وحماة تنتفض وحدها مع شبه تجاهل وربما مع تجاهل تام في بعض الأحيان من شقيقاتها من المدن السورية الأخرى
حماة التي أريد لها أن تمحى من الخارطة أو أن تتحول إلى حقول خصبة وخيّرة لزراعة (البطاطا).
حماةُ التي قُتل شبابها وشيوخها وأطفالها ونساؤها ..
حماةُ التي أعدم أطباؤها ومحاموها ومهندسوها ومثقفوها ورجال العلم وشيوخ الإسلام فيها
حماةُ التي حُلّت أزمة الإسكان فيها بطريقة جديدة وطريفة .. فانخفض تعداد سكانها وقلّ زحامها فكان ذلك إنجازاً عالمياً عجزت عنه كل خطط الإسكان في العالم
أيها الأحباب ... بعد الثمانينات كان هناك كوكب جديد ظهر فجأة في هذا الكون .. واسمه (حماة) .. نعم كوكب جديد .. هكذا كان يخيّل إلينا نحن الحمويين عندما نرى علامات الاستغراب والدهشة وربما الشفقة وربما أحياناً الاحتقار ممن يتعرّف إلينا فيفاجأ بأننا من مدينة أقصد كوكب حماة.
كان السؤال الذي نفهمه من وجوههم ولا ينطقون به هو: (أما زلتَ تجرؤ على أن تكون حموياً دون خجل أيها المسكين؟؟).
أقولها وأعتذر لكم من جديد: لن تدركوا مأساة حماة إلا إذا عشتم ما عشناه في ثمانينات القرن الماضي .. على الأقل في العقد الذي تلا المجزرة لكبرى .. باختصار لقد دمّرت حماة إنسانيّاً واجتماعيّاً واقتصادياً ونفسياً ودينيّاً ...

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1519
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست