responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1455
سمعناكم فاسمعونا، قبلناكم فاقبلونا
مجاهد مأمون ديرانية
كتبت إلى اليوم نحوَ مئة وأربعين مقالة عن الثورة، فما أثارت مقالةٌ كتبتها من الضجّة وأجلبَت عليّ من الردود ما صنعت المقالةُ الأخيرة (هي لله ولو كره الكارهون). فمِن راضٍ غاية الرضا إلى ساخط غاية السخط، ومن مبالغ في الثناء إلى مبالغ في الهجاء. ولكنْ لا تظنوا أنها اهتزّت في بدني شعرةٌ مما كتبه الساخطون، فأما من ردّ بالحجة وحاورني بالمنطق فقد أكبرته وشكرته وقبلت منه، وأما من هجاني ورماني بالكَلِم النابي والوصف القاسي فلا أباليه، فإني لمّا رأيت أبطال الثورة استقبلوا بصدورهم الرصاصَ هانت نفسي في عين نفسي واستسهلتُ أن أستقبل بعضاً من الشتم وبعضاً من الذم، واحتسبته في سبيل الله قليلاً هيّناً في جَنْب ما يلقاه الثائرون الصابرون المرابطون على أرض الثورة والصبر والرباط.
ليست هذه المقالة لرد هجاء بهجاء، وإنما لتوضيح حقيقة هي من أوضح الواضحات، ولكنّ قوماً ما يزالون يعجزون عن رؤيتها وينكرونها إنكار الشمس في رابعة النهار. إنها دعوة إلى الفهم والحوار لا منابذةً وإلقاءَ زيت على النار، فليحملها مني المخالفون على هذا المحمل لا على سواه، ويردّوا على المنطق بالمنطق وعلى الأفكار بالأفكار.
أعجب ما سمعته -في كل ما سمعته من ردود- هو أن شعب سوريا مسلمٌ ولكنه ليس إسلامياً بالضرورة، وعليه فإن من المقبول أن يخرج الناس من الجوامع وأن يهتفوا في مظاهراتهم لله، بل إن هذا هو المشاهَد فعلاً، ولكنْ لا يعني هذا بالضرورة أنهم يختارون الإسلام منهجاً لحياتهم ودستوراً لبلادهم، بل وأكثر من ذلك: إن إقحام الإسلام في السياسة من شأنه أن يشقّ صف الثورة وأن يفرق السوريين شيعاً وطوائف ويهدد وحدة الثورة والوطن.
إذن فالإسلام مقبول ولكن الإسلاميين مرفوضون، أو باختصار: لا يريد القوم إسلاماً سياسياً.
ما هذا المنطق يا أيها السادة؟ أنتم لا تنكرون على اليساريين أن يشتغلوا بالسياسة ويكوّنوا الأحزاب، ولا على القوميين ولا العلمانيين، بل لقد ذهبتم أبعدَ من ذلك وأبعد مما يسعه ويُسيغه خيالي المتواضع فوافقتم على أن تضم المعارضة بعثيين (من شرفاء البعثيين كما قلتم)! أي أنكم لا ترون بأساً في البعث السياسي، ولا في اليسار السياسي، ولا في القومية السياسية والعلمانية السياسية ... المشكلة فقط في الإسلام السياسي؟ كل أولئك يمكن أن يشتغلوا بالسياسة والحكم إلا الإسلام، فإن السياسة والحكم عليه حرام؟
مرة أخرى أسألكم: ما هذا المنطق يا أيها السادة؟

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست