responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1323
دعم الشعب العراقي، أو إنقاذ الشعوب المنكوبة بالفيضانات والمجاعات في بلدان العالم الإسلامي .. الخ بدعوى أنها حكومات طاغوتية لا تحكم بما أنزل الله!
إن الأمة لن تتوقف عن الحياة ولن تموت، لأن بعض الجماعات توقفت عنها وماتت سياسيا!
ولن تنتظر الأمة وشعوبها حتى يبلور الإسلاميون نظرياتهم عن الخلافة والحكومة الإسلامية، وهم خارج دائرة التأثير في واقعها السياسي، ولن تنتظر الأمة المهدي المنتظر، بل ستعيش الأمة حياتها، وستحافظ على ما يمكن لها أن تحافظ عليه من مصالحها، وستدافع عن حقوقها بفطرتها الطبيعية، وستدافع عن لقمة عيشها بغريزتها الفطرية، إلى أن تتحرر إرادتها، من قبضة عدوها الخارجي وعميله الداخلي، وستقف الأمة مع من يشاركها همومها وآلامها وآمالها، وستمضي مع من يضحي من أجلها لا من أجل نظرياته وأفكاره الخاصة به، ولن تشك الأمة في إسلامها وإيمانها، لأن هذه الجماعة أو تلك لها موقف من هذا النظام أو ذاك، فمن يستطيع تغيير هذا الواقع فليفعل بالعمل السلمي أو الثوري، وإلا فلا يطالب الأمة فوق طاقتها، إذ لا يقود الشعوب نحو التغيير والحرية والخلاص إلا القادة التاريخيون وعصائبهم، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا الْتَقَيْنَا يَوْمَ بَدْرٍ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَمَا رَأَيْتُ نَاشِدًا يَنْشُدُ حَقًّا لَهُ، أَشَدَّ مِنْ مُنَاشَدَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ وَهُوَ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ وَعْدَكَ وَعْهَدَكَ اللهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكُ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ لَا تَعْبُدْ فِي الْأَرْضِ» ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا كَأَنَّ شُقَّةَ وَجْهِهِ الْقَمَرُ فَقَالَ: «هَذِهِ مَصَارِعُ الْقَوْمِ الْعَشِيَّةَ» (1)
مع أن المسلمين الذين لم يحضروا أكثر ممن شهد بدرا!
فإذا تأخر ظهور القادة التاريخيين وعصائبهم، فلا يكلف العامة بما لا يستطيعون، ولهذا جاءت البشارة بالطائفة المنصورة الظاهرة بالحق، وبالغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس، فالإصلاح هو مهمة النخبة من الأمة، الذين يجاهدون في الله حق جهاده، فإن نجحوا في مهمتهم وقامت الأمة معهم، وإلا فقد أدوا الذي عليهم، وكان للأمة عذرها في عدم قيامها معهم، سواء لعجزها وضعفها ووقوعها تحت حكم الطاغوت، أو لعجز المصلحين عن إقناعها وعجزهم عن تحريكها نحو الإصلاح!
التاريخ:26/ 12/2010

- - - - - - - - - - - - -

(1) - السنن الكبرى للنسائي (8/ 28) (8574) صحيح
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست