responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1060
نداء من الشيخ محمود محمد الحامد الحموي إلى الثورة السورية والرد عليه
" نداء إلى الثورة السورية
محمود محمد الحامد
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وبعد
فإن الله تعالى أخذ العهد على أهل العلم أن يبينوا المقاصد التي استنزفت لها مراصد الدين، في كل زمان ومكان، حسب الحاجة
وهي على تغيُّر وتبُّدل وتفسُّح وتنكُّر، وتقدُّم في الظهور وتأخُّر. فمَنائح هذا الجَدَد متجددة، مع كل حادثة تجدُّ، ثم إنْ هُم كتموا ما وجب عليهم فيه البيان لحقتهم اللعنة بقوله تعالى: " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم". البقرة 159، 160.
وإن من مقاصد الشريعة وجوب حفظ النفس؛ وهي من الضروريات الخمس التي ألمع إليها الأصوليون، إلا ما كان بذلاً للنفس في سبيل الله تعالى، فهذا قد رغَّبت فيه النصوص القرآنية والحديثية، وإن في الجنة مائة درجة أعدها الله تعالى للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، كما جاء في الحديث الصحيح.
فأما الخروج بمظاهرات سلمية، وبدون شيء يدفع به عن نفسه كيد الكائد، وهو على مَظِنة أن يُقتل، أو على مظنة تعريض نفسه للقتل، أو على غَرَرِ ذلك، فلا يدخل تحت هذا الباب، بل هو داخل في بعض ما يشمله قوله تعالى: "ولاتقتلوا أنفسكم، إن الله كان بكم رحيماً" النساء29.قال العلامة ابن عطية الأندلسي في تفسير هذه الآية: " .. أجمع المتأولون أن المقصد بهذه الآية النهي عن أن يَقْتل بعضُ الناس بعضَها، ثم لَفْظُها يتناول أن يَقْتل الرجلُ نفسَه بقصد منه للقتل، أو بأن يحملها على غَرَرٍ، ربما مات منه، فهذا كله يتناوله النهي. اهـ " (1).
فظهر من هذا أن من ألقى بنفسه إلى التهلكة في مثل هذه المواطن بدون سلاح، يكون مفرِّطاً. والنصوص التي جاءت بهذا المعنى كثيرة؛ منها ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (قال رجل: أين أنا يا رسول الله إن قتلت؟ قال: "في الجنة " فألقى تمرات كُنَّ في يده، ثم قاتل حتى قُتِل) تفسير ابن عطية " المحرَّر الوجيز" ج2، ص530. فهذا قد قاتلَ، ولم يُلْقِ بنفسه إلى صفوف العدو بدون قتال.
ثم إن هذا يتأكد إذا علمنا أن العدو - وهوالنظام السوري - مغتبط بما نحن عليه، من عدم المقاومة، ويشفي غيظه بقتل المزيد، لإنزال النكاية بالشعب الأعزل، ولمزيد من الإرهاب أيضاً، مع ارتياح صدر

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1060
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست