responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 310
[1] - انحدار سمعة الخلافة العباسية إلى الحضيض وتحوُّلِها إلى مطيَّة للقواد الأتراك وأطماعهم، بعد أن انفردت بهذا اللقب بعد الأمويين، باعتبار أن الخلافة كمؤسسة دينية ودنيوية لا يمكن أن تتجزأ، مما أدى إلى إضعاف العلاقات الروحية التي كانت تربط بين الناس وبين الخليفة العباسي، ثم جاء اغتيال الخليفة المقتدر (295 - 320 هـ/907 - 932 م) على يد قائده التركي مؤنس، ليضع الخلافة أمام منعطف خطير وضعف مستطير، مما شجَّع الناصر على إعلان نفسه خليفة [1].
2 - ظهور الدولة الفاطمية وإعلانها الخلافة الفاطمية في المغرب منافسة الخلافة العباسية في بغداد على هذا اللقب، وكان إعلان الفاطميين لخلافتهم رغم وجود الخلافة العباسية خرقاً لمبدأ ضرورة وحدة الخلافة وعدم جواز تعددها، فجاء إعلان الناصر الخلافة الأموية بمثابة رد على الدعوة العبيدية الفاطمية، القريبة من حدوده، وليدعم نفوذه تجاه الخلافة الفاطمية المعروفة بعدائها للعباسيين والأمويين معاً [2].
3 - تحقق الوحدة السياسية في الأندلس بعد ستة عشر عاماً من النضال قام بها الناصر بعد تسلمه الحكم مُتَّبعاً سياسات مختلفة لتحقيق هدفه [3]، وكان ربع

[1] التنبيه والإشراف للمسعودي: ص 342 - 343. جذوة المقتبَس للحميدي: 1/ 42. المقتبَس لابن حيان: 5/ 241. أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر الأزدي: ص 254 - 255. معجم الأدباء لياقوت الحموي: 2/ 303. المعجب لعبد الواحد المراكشي: ص 54. البيان المغرب لابن عذاري: 2/ 198. المغرب لابن سعيد: 1/ 182. نهاية الأرب للنويري: 23/ 397. شذرات الذهب لابن العماد: 1/ 284. وقد وصف المؤلف حرمة ودولة الناصر بأنها كانت أمتن من دولة المقتدر ومن بعده، فقد خُلع المقتدر مرتين وأُعيد، وكان يؤثر اللعب والشهوات غير ناهض بأعباء الخلافة، وكانت أمه وخالته والقهرمانة يدخلن في الأمور.
[2] الحلة السيراء لابن الأبَّار: 1/ 198. جذوة المقتبَس للحميدي: 1/ 41. نهاية الأرب للنويري: 23/ 394. تاريخ ابن خلدون: 4/ 135. المُغرب في ذكر بلاد أفريقية والمَغرب للبكري: ص 151. سياسة الفاطميين لأحمد العبادي، صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد: ص 20. الأثر السياسي والحضاري للوزان: ص 271. العالم الإسلامي في العصر العباسي للدكتور حسن أحمد محمود والدكتور أحمد إبراهيم الشريف: ص 300. العلاقات السياسية للفيلالي: ص 69. الوثائق السياسية والإدارية في الأندلس وشمالي أفريقية للدكتور محمد ماهر حمادة: ص 44.
[3] منها تقريب العلماء الذين استجابوا له وتوليتهم المناصب، خاصة الذين كانوا متنفذين في مناطقهم، لكسب تأييدهم، وبالتالي كسب تأييد السكان في مناطق نفوذهم، فعيَّن محمد بن عبد الخالق الغساني على قضاء غرناطة عام 300هـ/913 م الذي قدم على رأس وفدها مبايعاً للناصر (المقتبس لابن حيان: 5/ 58) وولى محمد بن معن الأنصاري قضاء سرقسطة، كسباً لتأييد سكانها لعلو مكانته فيها (التكملة لابن الأبَّار: 2/ 729. القضاء في الأندلس لمحمد عبد الوهاب خلاف: ص 76) وقلَّد أحمد بن فتح المليلي قضاء مليلة لقاء تأييده الناصر على الفاطميين (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي: 1/ 126). علاوة على حرص الناصر على تقريب العلماء من أولي النباهة والجاه، وتوليتهم خطط القضاء وما يتعلق بها من شورى وصلاة كجزء من خطته العامة لكسب تأييد سكان الأندلس والتصدي للثوار , ولعل هذا التوجه من أهم الأسباب في استدعائه لسعيد بن جابر الكلاعي من إشبيلية كل عام ليؤمهم في صلاة القيام (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي: 1/ 299 - 300) وكان يولي هذه الخطط ممن كانت لهم مكانة متميزة في نفوس أهل الأندلس العامة منهم والخاصة، فقد ولى سعيد بن معاذ الشعباني الشورى في قرطبة (أخبار الفقهاء للخشني: ص 328. تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 1/ 317) ويحيى بن زكريا بن فطر الشورى مع ابن لبابة في قرطبة (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي: 2/ 913 - 914. ترتيب المدارك لعياض: 5/ 171) ومنذر بن حزم بن سليمان الصلاة والأحكام ببطليوس (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي: 2/ 844. ترتيب المدارك لعياض: 5/ 244) وجعل القضاء بين أسلم بن عبد العزيز وأحمد بن محمد بن زياد لنباهتهما (قضاة قرطبة للخشني: ص 105 - 110، 160 - 163. بغية الملتمس للضبي: ص 225) وقرَّب أسراً بكاملها لنباهتها وفضلها، مثل بني يحيى الليثي، فولى ثلاثة منهم الشورى في وقت واحد وهم أحمد بن يحيى ويحيى بن إسحاق ويحيى بن عبيد الله (ترتيب المدارك لعياض: 5/ 160 - 163) وولى أحمد بن عبد الله بن يحيى الليثي حكم حصن مجريط (التكملة لابن الأبَّار: 1/ 12) وعندما يشعر الناصر بقدرات أحد العلماء السياسية ويكون من أهل الولاء له يكلفه ببعض المهام الخاصة، كأن ينيب أسلم بن عبد العزيز عنه في القصر عندما يخرج إلى الغزو قبل استعفائه عن القضاء عام 314هـ/927 م (ترتيب المدارك لعياض: 5/ 195) وأسند إلى قاضي إشبيلية عبد الله بن محمد الغساني في عام 302هـ/915م مهمة دعوة حبيب بن عمروس المنتزي بقرمونة للدخول في الطاعة (ابن حيان 5/ 90) لهذا يستطيع الدارس أن يعتبر عصر الناصر فترة بداية ظهور بعض الأسر العلمية وتدرجها في إدارة بني أمية، من هؤلاء أسرة بني لبابة (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي: 1/ 63 - 64، 86. ترتيب المدارك لعياض: 6/ 92) وبني بقي بن مخلد (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي: 1/ 169 - 171. جذوة المقتبَس للحميدي: 1/ 188) وبني عثمان بن نصر القيسي (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي: 2/ 517). ولهذا كله نجح الناصر في توظيف العلماء في مشروع إعادة الوحدة السياسية في الأندلس، وليس أدل على نجاحه في جذب العلماء من أنه لم يتزعم أحد منهم ثورة ضد الناصر أو أيَّد أحد الثوار، بل إن العلماء أيدوه على مناوئيه، وهذا التأييد السياسي من العلماء للناصر استمر طوال حكمه. انظر: علماء الأندلس لمنيرة الراشد: ص 298 وما بعدها.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست