responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 296
المبحث الثالث
الخلافة الأموية في الأندلس
تمهيد: كان ما فعله العباسيون بالأمويين في بداية خلافتهم سبباً غير مباشر لنشوء الإمارة الأموية في الأندلس، فقد تتبع العباسيون الأمويين بالقتل في كل مكان، وخاصة عندما دبَّر لهم أبو العباس الملقب بالسفاح مؤامرة قتل فيها الكثير منهم عند أبي فطرس [1]، ونجا منها عبد الرحمن بن معاوية [2] ومعه ابنه الصغير سليمان وخادمه المخلص بدر، وفرَّ منهم في رحلة طويلة وشاقة، امتدت حوالي ست سنوات متنقلاً بين قبائل البربر في المغربين الأوسط والأقصى، قبل أن يصل إلى الأندلس - التي كانت تمزِّقها حرب أهلية، وكان جده هشام بن عبد الملك قد وهبه جميع الأخماس التي اجتمعت للخلفاء في الأندلس - ويعلن قيام الإمارة الأموية المستقلة هناك، ثم ليعلنها أحد أحفاده سنة 316 هـ خلافةً أمويةً.
ويعود قيام الدولة الأموية في الأندلس إلى أسباب سياسية بحتة، إذ لم يكن هناك أي خلاف مذهبي أو عَقَدي بينها وبين الدولة العباسية، والخلاف بين المذهب الرسمي في الأندلس وبين المذهب الرسمي في الدولة العباسية إنما جاء انعكاساً للخلاف السياسي بينهما ومتأخراً عنه، وبقي محصوراً بمسائل فرعية [3].

[1] سبقت الإشارة لهذه المجزرة عند الحديث عن نشأة الخلافة العباسية.
[2] انظر ترجمة عبد الرحمن بن معاوية في فهرس التراجم رقم (80).
[3] كان المذهب الرسمي للدولة العباسية هو المذهب الحنفي، والمذهب الرسمي للدولة الأموية في الأندلس هو = = المذهب المالكي، وقد عرف الإمام مالك المتوفى سنة 179 هـ بعدائه للعباسيين، ولم يتول لهم أي وظيفة، فهم في نظره مغتصبون للخلافة، وأصدر عام 145هـ/762 م فتوى لصالح محمد النفس الزكية الثائر العلوي الذي خرج في الحجاز، ولأخيه إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي ثار في البصرة أيام أبي جعفر المنصور، فكان طبيعياً أن يتجه الأندلس إلى مذهب مالك، للعداء السياسي بينهم وبين العباسيين، ثم إن العلماء المالكيين - مثل عبد الملك بن حبيب وعيس بن دينار ويحيى بن يحيى الليثي - قدَّموا للأمويين في الأندلس السندَ الشرعي لحكمهم، الذي كانوا يبحثون عنه في بداية دولتهم ليزيلوا عن أنفسهم صفة الدولة الخارجة على الخلافة العباسية، الأمر الذي كان يشجع الثورات ضدهم بمجرد حصولها على الدعم العباسي، لأن القرن الهجري الثاني لم يكن يقبل فكرة الولاء لإمارات خارجة عن إجماع المسلمين. انظر: الحلة السيراء لابن الأبَّار: 2/ 345. أخبار مجموعة لمجهول: ص 63 - 64. البيان المغرب لابن عذاري: 2/ 42. الكامل لابن الأثير: 4/ 338. تاريخ الخلفاء للسيوطي: 1/ 261. جمهرة أنساب العرب لابن حزم: ص 436. الثغر الأعلى الأندلس: ص 400 - 401. العرب ودورهم السياسي والحضاري في الأندلس في عصر الإمارة لإلهام الدجاني: ص 297. شيوخ العصر في الأندلس للدكتور حسين مؤنس: ص 13. العلاقات السياسية والثقافية لسالم الخلف: ص 94 - 96، 241.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست