responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 265
القاصية والأطراف، مثل بلاد المغرب واليمن، ذلك الصقع الذي وصفه أبو العلاء المعري بأنه «كان معدناً للمتكسبين بالتدين والمحتالين على الحق بالتزين» [1].
واتخذوا من اليمن مركزاً أساسيّاً لدعوتهم، نظراً لبعده عن مركز الخلافة ووعورة طرقه بسبب طبيعتها الجبلية، فكان اليمن - كما يقول القاضي النعمان - أصلَ الدعوة [2]، وقد ارتبطت الدعوة الإسماعيلية في اليمن بشخصية شيعية بارزة هي شخصية الداعي شهر بن حوشب، الذي انتهت إليه رئاسة الدعوة بها [3].
وقد رأى شهر بن حوشب أن المغرب إقليم مهيَّأ لنصرة الدعوة الإسماعيلية، وذلك أن التشيع منذ نشأته اتخذ صبغة مضادة للعرب وللعصبية العربية [4]، فكما اعتمد في المشرق على الموالي والفرس اعتمد في المغرب على الموالي من البربر، فقامت فيه بالفعل أسرة شيعية من الفرع الحسني أسست سنة 173هـ/ 788 م ... «دولة الأدارسة» التي سيطرت - دون مشقة كبيرة - على المغرب الأقصى [5]، كما اشتمل المغرب الأوسط في النصف الثاني للقرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي - باستثناء الأراضي التابعة لإمام تاهرت [6] - على إمارات كثيرة تابعة للعلويين بلغ عددها تسع إمارات علوية كما يذكر الجغرافي اليعقوبي، الذي زار

[1] رسالة الغفران لأبي العلاء المعري: ص 376.
[2] رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان: ص 32.
[3] رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان: ص 41 وما بعدها. وانظر ترجمة شهر في فهرس الأعلام رقم (68).
[4] وهذا من غرائب الأمور، فالدعوة الشيعية هي دعوة لتكون الخلافة في أفضل بيوتات العرب؛ أي في بيت آل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي مع ذلك دعوة معادية للعرب وتعتمد على غير العرب من الأجناس!!
[5] راجع عن هذه الدولة: دولة الأدارسة بالمغرب، قيامها وتطورها حتى منتصف القرن الثالث الهجري. رسالة ماجستير للدكتور حسن علي حسن.
[6] تاهَرْت: بفتح الهاء وسكون الراء وتاء فوقها نقطتان. اسم لبلدتين متقابلتين بأقصى المغرب، بينهما وبين المسيلة ست مراحل وهي بين تلمسان وقلعة بني حماد، كثيرة الأنداء والضباب والأمطار حتى إن الشمس بها قلَّ أن تُرى، ولم تكن في طاعة صاحب إفريقية ولا بلغت عساكر المسودة إليها قط ولا دخلت في سلطان بني الأغلب وإنما كان آخر ما في طاعتهم مدن الزاب.
وكان صاحب تاهرت ميمون بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام. وبهرام هو مولى عثمان بن عفان. وهو بهرام بن بهرام جور بن شابور بن باذكان بن شابور ذي الأكتاف ملك الفرس وكان ميمون هذا رأس الإباضية وإمامهم ورأس الصفرية والواصلية وكان يسلم عليه بالخلافة. مَلَكَ بنو رستم تاهرت مائة وثلاثين سنة. معجم البلدان: 2/ 7 - 8. وتاهرت اليوم تقع في جنوب الجزائر.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست