responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 236
وأما الجيش المتجه إلى المدينة فقد حصلت عدة مواجهات بينه وبين جيوش ابن الزبير انتهت بهزيمته وكان فيه يومئذ يوسف بن الحكم والحجاج بن يوسف وما نجوا يومئذ إلا على جمل واحد، ورجعت فلول جيش حبيش إلى الشام [1].

المواجهة الثانية:
خرج عبد الملك بن مروان بنفسه إلى العراق لأخذها من مصعب بن الزبير، الذي كان أخذها من المختار، وفي طريقه استولى على قرقيسياء [2] بعد أن صالح زفر بن الحارث عاملها لابن الزبير، ثم توجه إلى الكوفة لقتال مصعب وكان قد كاتب وجوه الناس في الكوفة يعدهم ويمنيهم، ليتركوا نصرة مصعب ويخذلوه فلما تواقف الطرفان بدير الجاثليق [3] من مسكن خَذل أصحابُ مصعب مصعباً وتركوه وذهبوا إلى عبد الملك بن مروان وغدروا به، ودارت بينهما عدة معارك تمكن بعدها عبد الملك من القضاء عليه وكان ذلك سنة 71 هـ وقيل سنة 72 هـ، ودخل الكوفة وأخذ البيعة من أهلها لنفسه وأرسل ولاته على العراق [4].

المواجهة الثالثة والأخيرة مع ابن الزبير:
لم يبق أمام عبد الملك إلا الحجاز الذي يسيطر عليه عبد الله بن الزبير من مكة، وقد حانت الساعة الفاصلة، ساعة الحزم والحسم، فأرسل عبدُ الملك بن

[1] تاريخ الطبري: 3/ 424. الإمامة والسياسة المنسوب للدينوري: ص 169.
[2] بلد على نهر الخابور وعندها مصب الخابور في الفرات فهي مثلث بين الخابور والفرات قيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك. معجم البلدان لياقوت الحموي: 3/ 382.
وقد حصل قبل هذه المواجهة تنازع على السلطة بين عبد الملك بن مروان وعمرو بن سعيد الأشدق يدل على أنهم لم يكونوا يقبلون بتعدد القيادة، فبعد أن خرج عبدُ الملك لمحاصرة زفر بن الحارث بقرقيسياء استخلف على دمشق عمرَو بنَ سعيد الأشدق الذي انقلب على عبد الملك وتحصن بها وأخذ أموال بيت المال، فرجع إليه عبد الملك ولمَّا تمكن منه قال له: والله لو أعلم أنك إذا بقيتَ تفي لي لأطلقتك، ولكن ما اجتمع رجلان في بلد قط على ما نحن عليه إلا أخرج أحدهما صاحبه. ثم قتله، وفي رواية أنه قال: لقد كان عمرو بن سعيد أحب إلي من دم النواظر، ولكن والله لا يجتمع فحلان في الابل إلا أخرج أحدهما الآخر. وكان مروان بن الحكم قد وعد عمرَو بن سعيد بأن يكون ولي العهد بعد عبد الملك ثم رجع عن ذلك. انظر البداية والنهاية لابن كثير: 8/ 337 - 342. تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 46/ 42.
[3] دير الجاثليق: دير قديم البناء في غربي دجلة بين آخر السودان وأول أرض تكريت. معجم ما استعجم للبكري: 2/ 572.
[4] تاريخ الطبري: 3/ 517، 520. البدء والتاريخ للمقدسي: 6/ 23.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست