responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 226
الثانية بين يزيد وابن الزبير والتي انتهت بالفشل ورجوع الجيش إلى دمشق [1].
بويع لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما بعدها بالخلافة في مكة والمدينة واليمن والعراق وخراسان ومصر، وبويع له أيضاً بحمص وقنسرين من الشام وكاد أن يتم له الأمر بجملته، لولا أن خرج عليه مروان بن الحكم فغلب على الشام ثم مصر، ثم غلب من بعده ابنه عبد الملك على العراق والحجاز كما سيأتي، وقد استمرت خلافة ابن الزبير حوالي تسع سنين، وكانت صورة أخرى لتعدد الخلفاء [2].

تحليل الأحداث:
انقسم الناس في تفسير دوافع ابن الزبير - رضي الله عنه - في خروجه على يزيد بن معاوية:
فقال الذهبي وابن كثير وغيرهما: كان قيامه لله وهدفه هو إعادة نظام الشورى ورفض مبدأ توريث الخلافة، وقد شاركه عدد من الصحابة كالمسور بن مخرمة وعبد الله بن صفوان ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف وغيرهم من فضلاء عصرهم، وقام أهل المدينة بوجه يزيد وأيَّدوه وبايعوه، لِما شاع من فسق يزيد، وهيهات أن يكون خروج هؤلاء على يزيد لأجل الدنيا [3]، وابن الزبير إن أخطأ في هذا فإنه مجتهد مأجور بلا أدنى شك، وذلك لتعارض الأدلة الناهية عن الخروج على الحكام، مع الأدلة الآمرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فامتناع ابن الزبير - وكذا الحسين بن علي - رضي الله عنهم - عن بيعة يزيد بن معاوية لا يمكن تسميته بغياً، فهما لم يعتبرا يزيد إماماً، ولم يبدآه بقتال، ويمكن تسمية ما

[1] الكامل لابن الأثير: 3/ 364. الإمامة والسياسة المنسوب للدينوري: ص 165 - 167. مآثر الإنافة للقلقشندي: 1/ 116.
[2] سير أعلام النبلاء للذهبي: 3/ 243، 4/ 38. تاريخ الإسلام للذهبي: 5/ 35. تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 209. تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 11/ 415 - 416، 28/ 203. مآثر الإنافة للقلقشندي: 1/ 123. الإمامة والسياسة المنسوب للدينوري: ص 167. تطور الفكر ليوجه سوي: ص 50. فتنة عبد الله بن الزبير لرودلف زلهايم في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مجلد 49 ج 4 أيلول 1974: ص 831 - 842. أشعة الكوكب في حياة الخليفة ابن الزبير وأخيه المصعب لمحمد عبد الحميد مرداد: ص 6.
[3] سير أعلام النبلاء للذهبي 4/ 38. تاريخ دمشق لابن عساكر: 11/ 416. وقال ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 374: قيامه - أي ابن الزبير- في الإمارة إنما كان لله عز وجل ثم هو كان الإمام بعد موت معاوية بن يزيد لا محالة، وهو أرشد من مروان بن الحكم حيث نازعه بعد أن اجتمعت الكلمة عليه وقامت البيعة له في الآفاق وانتظم له الأمر، وسماه ابن حزم أمير المؤمنين كما في البداية والنهاية: 8/ 262. وانظر: مواقف المعارضة للشيباني: ص 630 وما بعدها. تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 11/ 415 - 416، 28/ 207.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست