responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 92
المبحث التاسع
الحرية هي التوحيد
قال الدكتور حاكم المطيري حفظه الله:"سألني بعض الأخوة: لم كل هذا الاهتمام بالحرية في مقالاتك، وكل هذه العناية بها؟ ولم لا تكون الشريعة والتوحيد هو الهدف والغاية؟
فقلت له: هناك سببان لهذا الاهتمام: أما الأول، فلأن تحقيق الحرية غاية شرعية في حد ذاتها، بل الحرية من أشرف مقاصد كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)،فالعبودية إنما هي لله، ثم الخلق بعد ذلك أحرار مع من سواه، فالخضوع والطاعة والرغبة والرهبة هي لله وحده الذي له الخلق والملك والأمر والحكم كما قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64].وقد فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - معنى الربوبية هنا بطاعة الرؤساء والأحبار والرهبان والخضوع لهم، فعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ , قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ} [التوبة:31] ", قَالَ: قُلْتَ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ قَالَ:"أَجَلْ , وَلَكِنْ يُحِلُّونَ لَهُمْ مَا حَرَّمَ اللهُ , فَيَسْتَحِلُّونَهُ , وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ مَا أَحَلَّ اللهُ , فَيُحَرِّمُونَهُ , فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ لَهُمْ" (1)
وعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ , فَقَالَ لِي: «يَا عَدِيٌّ اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ» قَالَ: فَطَرَحْتُهُ , وَقَالَ: وَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ , وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةٍ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة:31].قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ؟ فَقَالَ: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَيُحَرِّمُونَهُ , وُيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيَسْتَعْمِلُونَهُ؟ "قَالَ: قُلْتُ: بَلَى , قَالَ: «فَذَلِكَ عِبَادَتُهُمْ».هَذَا

(1) -السنن الكبرى للبيهقي (10/ 198) (20350) حسن
نام کتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست