responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 64
المبحث الثالث
الحرية روح الثورة العربية
لا تعجب من حال من إذا ذكرت عندهم الحرية نفروا، وإذا دعوا إليها أعرضوا وأدبروا، وعجبوا أن تثور الأمة من أجل حريتها المسلوبة، وإنسانيتها المنكوبة، فليس الشك في الحرية وأهميتها مما ينقص قدرها، أو يوهن أمرها، أو يغض من مكانها الأسمى في الحقيقة الإنسانية، كيف؟ ولا وجود للإنسان إلا بها، ولا قيمة له من دونها، بل ولا وجود للإسلام والتوحيد والإخلاص إلا بتحقيقها، أفي الحرية وقيمتها ومكانتها في الإسلام والإيمان والإحسان شك؟
وهل الحرية عند تحققها إلا الإنسانية في حقيقتها، وهل التوحيد في حقيقته إلا الحرية عند تحققها؟
وإذا أردت أن تعرف حال هؤلاء الذين أكبروا على الأحرار أن يموتوا من أجل الحرية؟ ومن أين أتوا فانظر إلى ما هو أجل من قضية الحرية ألا وهي قضية توحيد الإلهية، فقد أنكرها أكثر أهل الأرض فلم يضرها ذلك شيئا، وأعرض عنها أكثرهم فما ازدادوا إلا بؤسا وشقاء، وبلغ الحال بهم من عمى بصائرهم أن قال الله فيهم: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر:45]!
فمن يبلغ به عماه حد الاشمئزاز من ذكر أشرف موجود وتوحيده وهو الله جل جلاله، ويبلغ به الحال أن يشك في أوضح الحقائق على الإطلاق حتى قال تعالى {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [إبراهيم:10]
فما العجب حين يُشك في قضية الحرية، وتنفر منها قلوب، وتشمئز منها نفوس، ممن استمرءوا العبودية لطواغيتهم حتى فقدوا الإحساس بكرامتهم الإنسانية بفقدهم روحها

نام کتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست