responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة المريد الصادق نویسنده : زروق، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 245
والتحقيق، ويتكلم في الأحوال والمنامات والمنازلات وعلم الخواص ونحوها مع العوام، ويزعم أنه بذلك مشوق لهم ومذكر، وما هو إلا مضر بهم ومهلك لهم، حمله عليه الجهل بحكمة الله في خلقه، فقد قال عيسى (س) لأصحابه: ت (بحق أقول لكم يا معشر الحواريين، لا تعلقوا الدر في أعناق الخنازير) [1] وفي الخبر: ((لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم)) [2] وفي معناه أنشدوا:
ومن منح الجهال علما أضاعه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم
وقد اختلف علماء الصوفية في بذل علومهم لغير أهلها، فقال بعضهم: لا تبذل إلا لأهلها، وقال بعضهم: تبذل لأهلها ولغير أهلها، والعلم أحمى جانبا من أن يصل إليه غير أهله.
قيل للجنيد: كم تنادي على الله بين يدي العامة؟ قال: لكني أنادي على العامة بين يدي الله.
وقيل للنوري [3]: ألا تذكر أصحابك؟ قال: إنهم في حجاب القطيعة، والحق أن ما كان من حيز المعاملات يبذل لكل أحد لأنه حق الله على عباده وجوبا أو ندبا، وما كان من حيز الحقائق فيعتبر فيه الوجه، فقد قال

[1] رواه الخطيب عن كعب بلفظ، قال بعض الأنبياء: (لا تلقوا دركم في أفواه الخنازير)، وقد أخرج ابن ماجه نحوه من طريق عيسى بن عقبة بن أبي العيزار بلفظ: (... وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجواهر واللؤلؤ والذهب) ويحيى يروي الموضوعات، قال الشوكاني: وبالجملة فالحديث ليس بموضوع، ومن جعله في الموضوعات فقد أخطأ، قال عبد الرحمن المعلمي محقق الكتاب تعليقا على قول الشوكاني (ليس بموضوع): لم يثبت من أسانيده ما يدفع عنه الوضع، ومتنه منكر، فإن كان له أصل فمن حكاية كعب الأحبار، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. انظر أسنى المطالب ص 346. والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص 274.
[2] في مسند الدارمي 1/ 105 من كلام كثير بن مرة: ((لا تحدث الحكمة للسفهاء فيكذبوك، ولا تمنع العلم أهله فتأثم، ولا تضعه في غير أهله فتجهل ...)).
[3] أبو الحسين النوري أحمد بن محمد البغدادي يعرف بابن البغوي، كان من أجل مشايخ الوقت، صحب السري السقطي (ت 295 هـ) طبقات الصوفية ص 164.
نام کتاب : عدة المريد الصادق نویسنده : زروق، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست