responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر    جلد : 1  صفحه : 103
العمل لله، فالنية عزم وتصميم وجمع للهمة، وتركيز للِإرادة، وإعمال للفكر، بحيث يدخل العبد في العبادة مرهف الحس محدّد الإِرادة والاتجاه، يقظا واعيا مخلصا في اتجاهه إلى الله.
قال رجل للرسول -صلى الله عليه وسلم- "إنيّ أقف الموقف أريد وجه الله، وأريد أن يرى موطني، فلم يرد عليه حتى نزلت.
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [1] ([2]) " فاعتبر إفساد النية إفسادا للعمل وإشراكا بالله، وهذا يجعل العبد يقظا دائما يسائل نفسه كلما أقدم على العبادة: لم أعبد؟ لم أصلي؟ لم أصوم؟ لم أتصدق؟.
وقد قرر علماء التربية أن الفعل الواعي المبصر هو ميزة الإِنسان الذي يسعون إلى تكوينه، فالإِنسان ليس آلة صمّاء تؤدي أعمالاً بغير وعي وفهم وحضور قلب.

النية أفضل من العمل:
وخلاصة القول أنَّ النية أفضل من العمل، وفي الحديث: "نِيَّة المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نِيّته".
وفي الحديث الآخر "نيّة المؤمن أبلَغ من عمله" [3].

[1] سورة الكهف: / 110.
[2] رواه ابن أبي حاتم من حديث معمر عن عبد الكريم الجزري عن طاووس ورواه غيره مرسلا (تفسير ابن كثير 4/ 432).
[3] حقق السخاوى في المقاصد الحسنة (ص 450) القول في هذين الحديثين، قال: حديث "نية المؤمن أبلغ من عمله"، أخرجه العسكري في الأمثال، والبيهقي في الشعب من جهة ثابت عن أنس به مرفوعا، وقال ابن دحية لا يصح، وقال البيهقي: إسناده ضعيف، انتهى. وله شواهد منها: عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا "نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه نور" أخرجه الطبراني، وكذا هو عنده وعند العسكري من حديث النواس بن سمعان، ولفظ العسكري: "نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله"، وأخرجه الديلمي من حديث أبي موسي الأشعري بالجملة الأولى، وزاد: "وإن الله -عز وجل- ليعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله، وذلك أن النية لا رياء فيها، والعمل يخالطه الرياء".
ثم قال السخاوي: وهي وإن كانت ضعيفة فبمجموعها يتقوى الحديث، وقد أفردت فيه وفي معناه جزءا، بل في عاشر المجالسة للدينوي إلمام ببعض ما وجه به فيراجع. أ. هـ. من المقاصد بنصه.
وقال علي قاري: قال الزركشي: سنده ضعيف، ثم قال: "وله طرق يتقوى بها" (تحسين الطوية 1/أ).
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست