responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالله سبيل النجاة نویسنده : أنور بن أهل الله    جلد : 1  صفحه : 14
قال ابن أبي حاتم عن عبد الله بن سلام أن موسى عليه السلام لما انتهى إلى البحر قال: يا من كان قبل كل شيء والمكون لكل شيء والكائن بعد كل شيء اجعل لنا مخرجًا فأوحى الله تعالى إليه "أن أضرب بعصاك البحر".
فتأمل -رعاك الله- كيف أن الله نجى نبيه موسى -عليه السلام- وأصحابه وأغرق فرعون وقومه.

8 - الاعتصام بالله عند هود -عليه السلام-:
واعتصم بالله نبي الله هود -عليه السلام- وتوكل عليه لما دعا قومه إلى الله عز وجل إلا أنهم أصروا على كفرهم وألحوا على جحودهم بالله عز وجل كما ذكر الله في كتابه الكريم: قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ- [1] ?
فكان جواب نبي الله هود -عليه السلام- وكله يقين بالله جل وعلا وثقة به وحده، كما قال تعالى: قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) - (2)
فقوله تعالى: "فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنْظِرُونِ" أي احتالوا على ضري ثم لا تنظرون أي لا تؤخرون ولا تمهلون?
يقول الشيخ أبو بكر الجزائري علم من أعلام النبوة إذ لا يقدر فرد أن يقول لأمة بكاملها: افعلي بي من الشر والأذي ما تستطيعين إلا أن يكون نبيا عالما بقدرة الله تعالى على حفظه وحمايته [3] -
وقال ابن كثير -رحمه الله- وقد تضمن هذا المقام حجة بالغة ودلالة قاطعة على صدق ما جاء هم به، وبطلان ما هم عليه من عبادة الأصنام، التي لا تنفع ولا تضر، بل هي جماد لا تسمع ولا تبصر، ولا توالي ولا تعادي، وإنما يستحق إخلاص العبادة الله وحده، الذي ما من شيء إلا تحت قهره وسلطانه، فلا إله إلا هو ولا رب سواه. (4)

[1] سورة هود.
(2) سورة هود.
[3] أيسر التفاسير للجزائري 2/ 549.
(4) ابن كثير 4/ 1797 .............
نام کتاب : الاعتصام بالله سبيل النجاة نویسنده : أنور بن أهل الله    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست