responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية نویسنده : أبو أسماء محمد بن طه    جلد : 1  صفحه : 250
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} وهو زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالإِسلام، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنعم النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه بالعتق من الرق.
{أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} زينب - رضي الله عنها -، حيث جَاءَ زَيْدُ بن حَارِثَةَ يَشْكُو للنَّبِيِ - صلى الله عليه وسلم - زينب - رضي الله عنها -، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "اتَّقِ الله وَأَمْسِكْ عَلَيكَ زَوْجَكَ" [1].
وكان الله -عَزَّ وَجَلَّ- قد أعلم نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنها ستكون زوجته، ولذلك قال الله تعالى له: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} أي: لا تخفي ما أطلعك الله عليه من أنها ستكون زوجتك، {وَتَخْشَى النَّاسَ} من أن يقولوا: طلق محمد زوجة ابنه ليتزوجها، {وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}.
ثم يقول الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} الوطر: الحاجة، أي: فلما فرغ زيدٌ منها وفارقها {زَوَّجْنَاكَهَا} فكان زواجها - رضي الله عنها - من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمر من الله -عَزَّ وَجَلَّ-، ولذلك كَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى زوجات النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وتَقُولُ لهن: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي الله تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ [2].
عَنِ أَنَس بن مالك - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِزَيْدٍ: "اذْهَبْ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ"، قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَاهَا قَالَ وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا، قال: فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ في صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيهَا؛ أَنَّ رَسُولَ الله ذَكَرَهَا، فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي، وَنكَصْتُ عَلَى عَقِبَيَّ فَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُكِ، قَالَت: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي، فَقَامَتْ إِلَى

[1] صحيح: أخرجه البخاري (7420)، كتاب: التوحيد، باب: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]، {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129].
[2] صحيح: انظر التخريج السابق.
نام کتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية نویسنده : أبو أسماء محمد بن طه    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست