responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل النبوة نویسنده : السقار، منقذ بن محمود    جلد : 1  صفحه : 140
وكيف لا يكون هذا حاله، وهو الأسوة الحسنة الذي أوصى أصحابه بالاقتصاد من الدنيا، فكان أسبقهم إلى ذلك، يقول سلمان: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا عهداً أن يكون بُلغَةُ أحدنا من الدنيا كزاد الراكب). (1)
وحين غادر - صلى الله عليه وسلم - الدنيا ماذا ترك لأهله منها؟
يجيب عمرو بن الحارث أخو أمِ المؤمنين جويرية فيقول: (ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمَة ولا شيئاً؛ إلا بغلتَه البيضاء وسلاحَه، وأرضاً جعلها صدقة). (2)
ويروي الإمام أحمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مات ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير. (3)
وكما زهد النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدنيا زمن حياته، فإنه لم يبتغ جر نفع من منافعها إلى أهله وذويه بعد موته، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لا يبتغي أن يجر لأهله شيئاً من زخارفها، لذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نورّث، ما تركناه صدقة)). (4)
وهكذا فإنه يحق لنا أن نتساءل عن الكسب الدنيوي الذي جناه النبي - صلى الله عليه وسلم - من نبوته، فإنه عاش عيشة المساكين التي تمناها ودعا الله بدوامها، فكان طعامه خشنُ الشعير، ورديءُ التمر، إذا ما تيسر له ذلك، وأما وساده وفراشه - صلى الله عليه وسلم - فهما دليلٌ آخرُ على استعلاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على الدنيا التي هجرها - صلى الله عليه وسلم - بإرادته واختياره.
وصدق فيه قول الشاعر:
وراودَته الجبال الشُّمُّ من ذهب ... عن نفسه فأراها أيما شمم

(1) رواه أحمد ح (23199).
(2) رواه البخاري ح (2739).
(3) رواه أحمد ح (2719).
(4) رواه البخاري ح (3094)، ومسلم ح (1757).
نام کتاب : دلائل النبوة نویسنده : السقار، منقذ بن محمود    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست