responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أركان الإيمان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 30
الحالة أن يستند شكُّه إلى أساس فكري، ولكنني لم أقرأ ولم أسمع في حياتي دليلا عقليا واحدا على عدم وجوده تعالى, وقد قرأت وسمعت في الوقت ذاته أدلة كثيرة على وجوده، كما لمست بنفسي بعض ما يتركه الإيمان من حلاوة في نفوس المؤمنين, وما يخلفه الإلحاد من مرارة في نفوس الملحدين.

منهج الإسلام في تقرير حقيقة وجود الله تعالى:
تبين النصوص الثابتة في الكتاب والسنة بأن الإقرار بوجود الخالق الذي خلق الإنسان وجميع الكائنات أمرٌ فطري لا يسع الإنسان إنكاره في قرارة نفسه، وإن حاول إبداء ما يخالف ذلك. فما من إنسان إلا ويجد نفسه مضطرا للجوء إلى الله تعالى كلما ألمَّ به ضررٌ تنقطع به الأسباب المادية الظاهرة, فهنا تطفو فطرته وتحمله إلى اللجوء إلى الله تعالى. أما دعوى الملحدين عدم وجود إله خالق لهم ولهذا الكون فإنما هي مكابرة وعناد، مثل دعوى فرعون وقومه، وقد حكى الله علام الغيوب عما في أنفسهم بقوله: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} (14) سورة النمل
وقد أظهر فرعون ذلك حين أحاطت به الأمواج وأدركه الغرق فقال: { .. آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (90) سورة يونس

منهج القرآن في تقرير وجود الله تعالى:
لم تنصرف نصوص القرآن الكريم إلى إثبات وجود الله تعالى وتقرير وجوده كقصدٍ أساسي, وإنما جاءت لتقرير ألوهية الله تعالى، وأنه لا إله غيره- و إن كانت تأتي بذلك ضمنا أو صراحة في أحيان قليلة- ذلك أن البشر كما ذكرنا مقرين بوجود الله تعالى، إلا قليلا ممن شذ جحودا ومكابرة. ولذلك حكى الله تعالى عن الرسل عليهم السلام قولهم لأقوامهم: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (10) سورة إبراهيم

نام کتاب : أركان الإيمان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست