responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصوف - المنشأ والمصادر نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 159
نُزُولُ الْوَحيِ وإتْيَان المَلاَئِكَة
وبعد هذا نرجع إلى أفكار الصوفية الأخرى ومعتقداتهم الخاصة بهم , لنرى التشيع المتستر الظاهر فيها , وتأثيره خفيا جليا ليرى الباحث والقارئ منهل التصوف ومنبعه , مصدره ومأخذه.

فإن الشيعة يرون بأن النبوة لم تختم على محمد صلوات الله وسلامه عليه , حيث لم يكن وحده في زمانه الذي كان ينزل عليه الوحي , ويأتي إليه الملك , ويكلمه الله من وراء حجاب , بل كان هناك شخص آخر في زمانه وبعده , كان له تلك الأوصاف كلها , بل وأكثر منها.

حيث أن رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه لم يكن يكلمه الله إلا وحيا , أو من وراء حجاب , أو بإرسال رسول , فيوحي بإذنه ما يشاء.

وأما الإمام فكان ينزل عليه الوحي , ويرسل إليه رسول , ويكلمه الله ويناجيه بلا حجاب , وقد أعطى خصالا لم يسبقه إليها أحد , ثم توارث هذه الأوصاف من خلفه بعده إلى خاتم الأئمة.
ولقد ورد في كتب الشيعة الإثني عشرية - لا في كتب الإسماعيلية [1] والغلاة [2] - وفي أصحها عندهم ما ينصّ على ذلك مثل ما ذكر الكليني - وهو كالبخاري عند أهل السنة - في كافيّه [3] عن جعفر الصادق - الإمام المعصوم السادس لدى القوم - أنه قال:

(ما جاء به عليُّ عليه السلام آخذ به وما نهى عنه انتهى عنه , جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الفضل على جميع من خلق الله عز وجل , المتعقّب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك بالله , كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه , وسبيله الذي من سلك بغيره هلك , وكذلك يجري لأئمة الهدى واحداً بعد واحد , جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى , وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيراً ما

[1] حيث أن الإسماعيلية يرون النبوة مقتسمة بين محمد صلى الله عليه وسلم , وعلي رضي الله عنه , فكان رسول الله محمد ناطقا بينما كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه صامتا , وهو الأساس والأصل. فانظر لتفصيل ذلك كتابنا (الإسماعيلية تاريخ وعقائد).
[2] لأنهم يعتقدون أن جبريل اشتبه عليه فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بدل أن ينزل على عليّ رض الله عنه , وطائفة منهم ترى الألوهية المتجسدة في عليّ رضي الله عنه , لا النبوة فحسب.
[3] وهو أحد الأصول الأربعة الشيعية , وصحاحهم.
نام کتاب : التصوف - المنشأ والمصادر نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست