responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد نویسنده : نغوي، خلدون    جلد : 1  صفحه : 120
- إِنَّ الصَّعْقَ الحَاصِلَ عَلَى المَلَائِكَةِ عِنْدَمَا يُوْحِي اللهُ تَعَالَى بِالأَمْرِ يَدُلُّ عَلَى مَعْرِفَتِهِم بِاللهِ تَعَالَى، وَمَنْ كَانَ بِاللهِ أَعْرَفَ؛ كَانَ مِنْهُ أَخْوَفَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيْزٌ غَفُوْرٌ} (فَاطِر:28).
- قَوْلُهُ تَعَالَى {قَالُوا الحَقَّ}: الحَقُّ هُنَا: هُوَ صِفَةُ كَلَامِ اللهِ تَعَالَى، وَهُوَ قِسْمَيْنِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ} (الأَنْعَام:115).
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي التَّفْسِيْرِ: (أَيْ: صِدْقًا فِي الأخْبَارِ، وَعَدْلًا فِي الأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي). (1)
- قَوْلُهُ (كَسِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ): [2] المُرَادُ تَشْبِيْهُ مَا يَحْصُلُ مِنَ الفَزَعِ فِي القُلُوْبِ, وَلَيْسَ المُرَادُ تَشْبِيْهَ الصَّوْتِ بَالصَّوْتِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ} (الشُّوْرَى:11). (3)
- الكَاهِنُ: هُوَ الَّذِيْ يَدَّعِي مَعْرِفَةَ المُغَيَّبَاتِ فِي المُسْتَقْبَلِ وَمَا فِي الضَّمِيْرِ. وَسَيَأْتِي الكَلَامُ عَلَيْهِ فِي بَابٍ مُسْتَقِلٍ إِنْ شَاءَ اللهُ.
- قَوْلُهُ (وَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ): أَيْ: وَصَفَ رُكُوْبَ بَعْضِهِم فَوْقَ بَعْضٍ. وَسُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ أَبُو مُحَمَّدٍ الهِلَالِيُّ الكُوْفِيُّ (ت 198هـ).

(1) (27/ 8).
[2] (الصَّفْوَانُ): هُوَ الحَجَرُ الأَمْلَسُ الصُّلْبُ، وَالسِّلْسِلَةُ عَلَيْهِ يَكُوْنُ لَهَا صَوْتٌ عَظِيْمٌ.
(3) وَلِذَلِكَ قَالَ (يَنْفُذُهُم ذَلِكَ) فَالنُّفُوذُ هُوَ الدُّخُوْلُ فِي الشَّيْءِ، وَمِنْهُ نَفَذَ السَّهْمُ فِي الرَّمِيَّةِ أَيْ: دَخَلَ فِيْهَا، وَالمَعْنَى أنَّ هَذَا الصَّوْتَ يَبْلُغُ مِنْهُم كُلَّ مَبْلَغٍ.
وَمِنْ أَهْلِ العِلْمِ مَنْ جَعَلَ الصَّوْتَ هُنَا هُوَ صَوْتَ رِعْدَةِ السَّمَاءِ.
وَالأَوَّلُ أَوْلَى، كَمَا قَالَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (خَلْقُ أَفْعَالِ العِبَادِ) (ص98): (وَأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَادِيْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ، فَلَيْسَ هَذَا لِغَيْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ذِكْرُهُ.
وَفِي هَذَا دَلِيْلٌ أَنَّ صَوْتَ اللهِ لَا يُشْبِهُ أَصْوَاتَ الخَلْقِ، لِأَنَّ صَوْتَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ يُسْمَعُ مِنْ بُعْدٍ كَمَا يُسْمَعُ مِنْ قُرْبِ، وَأَنَّ المَلائِكَةَ يُصْعَقُوْنَ مِنْ صَوْتِهِ).
وَبَوَّبَ رَحِمَهُ اللهُ عَلَى الحَدِيْثِ فِي صَحِيْحِهِ (141/ 9) بِـ (بَابِ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوْبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيْرُ} وَلَمْ يَقُلْ: مَاذَا خَلَقَ رَبُّكُمْ؟ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: {مَنْ ذَا الَّذِيْ يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، وَقَالَ مَسْرُوقٌ عَنْ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: إِذَا تَكَلَّمَ اللهُ بِالوَحْيِ؛ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ شَيْئًا فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوْبِهِمْ وَسَكَنَ الصَّوْتُ عَرَفُوا أَنَّهُ الحَقُّ وَنَادَوْا {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ}. وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: (يَحْشُرُ اللهُ العِبَادَ؛ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا المَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ)).
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (456/ 13) - عَنْ أَثَرُ ابْنِ مَسْعُوْدٍ السَّابِقِ -: (وَقَدْ وَصَلَهُ البَيْهَقِيُّ فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ مِنْ طَرِيْقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ - وَهُوَ أَبُو الضُّحَى - عَنْ مَسْرُوقٍ).
وَالحَدِيْثُ رَوَاهُ أَيْضًا ابْنُ مَاجَه رَحِمَهُ اللهُ فِي المُقَدِّمَةِ مِنَ السُّنَنِ (62/ 1)؛ وَقَالَ: (بَابٌ فِي مَا أَنْكَرَتِ الجَهْمِيَّةُ).
قُلْتُ: وَمُرَادُهُم إِثْبَاتُ صِفَةِ الكَلَامِ للهِ تَعَالَى حَقِيْقَةً.
نام کتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد نویسنده : نغوي، خلدون    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست