responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد نویسنده : نغوي، خلدون    جلد : 1  صفحه : 112
- قَوْلُهُ (شُجَّ): الشُّجَّةُ: الجُرْحُ فِي الرَّأْسِ خَاصَّةً.
- قَوْلُهُ (وكُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ): الرَّبَاعِيَّةُ مَا بَيْنَ الثّنيَّةِ وَالنَّابِ.
- قَوْلُهُ (شُجَّ النَّبِيُّ): إِذَا كَانَ هَذَا أَفْضَلُ الخَلْقِ وَأَقْرَبُ النَّاسِ مَنْزِلَةً إِلَى اللهِ تَعَالَى وَأَفْضَلُ الأَنْبِيَاءِ؛ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ الضُّرَّ وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ - وَهُمْ خَيْرُ القُرُوْنِ - فَصَارَ فِي الحَدِيْثِ الدَّلَالةُ عَلَى أَنَّهُ - وَمَنْ هُوَ دُوْنَهُ مِنْ سَادَةِ الأَوْلِيَاءِ مِنْ بَابِ أَوْلَى - لَا يَسْتَحِقُّوْنَ أَنْ يُعْبَدُوا، وَيُتَعَلَّقَ بِهِم فِي كَشْفِ الضُّرِّ. (1)
- قَوْلُهُ تَعَالَى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}: نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ النَّفْي فَتَعُمُّ كُلَّ شَيْءٍ، فَصَارَ فِيْهَا الدِّلَالَةُ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَمْلِكُ النَّفْعَ - وَمَنْ هُوَ دُوْنَهُ مِنْ سَادَةِ الأَوْلِيَاءِ مِنْ بَابِ أَوْلَى - فَبَطَلَ بِذَلِكَ التَّعَلُّقُ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَلْبِ النَّفْعِ، وَهُوَ مِصْدَاقُ قَوْلِهِ تَعَالَى {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوْءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيْرٌ وَبَشِيْرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُوْنَ} (الأَعْرَاف:188).
وَأَيْضًا فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (سَلِيْنِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي؛ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا) أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ النَّفْعَ لِغَيْرِهِ، وَهِيَ رَضِيَ اللهُ عَنْها مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فكَيْفَ بِغَيْرِهَا؟
- قَوْلُهُ (اللَّهُمَّ العَنْ فُلَانًا وَفُلانًا وَفُلَانًا)؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [2]: فِيْهِ دِلَالَةٌ عَلَى أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَمْلِكُ الضُّرَّ لِأَحَدٍ، حَيْثُ نُهِيَ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِم وَعَنْ لَعْنِهِم، فَصَارَ مِنْ بَابِ أَوْلَى أَنَّ غَيْرَهُ لَا يَمْلِكُ الضُّرَّ، فَبَطَلَ بِذَلِكَ التَّعَلُّقُ بِهِ - وَمَنْ هُوَ دُوْنَهُ مِنْ سَادَةِ الأَوْلِيَاءِ مِنْ بَابِ أَوْلَى - فِي الضُّرِّ وَالنَّفْعِ. (3)

(1) قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ (148/ 12): (وَفِي هَذَا وُقُوْعُ الأَسْقَامِ وَالابْتِلَاءِ بِالأَنْبِيَاءِ - صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِم - لِيَنَالُوا بِذَلِكَ جَزِيْلَ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ، وَلِتَعْرِفَ الأُمَمُ مَا أَصَابَهُم وَيأْتَسُوا بِهِم. وَقَالَ القَاضِي رَحِمَهُ اللهُ: (وَلِيُعْلَمَ أَنَّهُم مِنَ البَشَرِ تُصِيْبُهُم مِحَنُ الدُّنْيَا، وَيَطْرَأُ عَلَى أَجْسَامِهِم مَا يَطْرَأُ عَلَى البَشَرِ)).
[2] قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّفْسِيْرِ (195/ 7): (وَذُكِرَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ لَمَّا أَصَابَهُ بِأُحُدٍ مَا أَصَابَهُ مِنَ المُشْرِكِيْنَ، قَالَ - كَالآيِسِ لَهُم مِنَ الهُدَى أَوْ مِنَ الإِنَابَةِ إِلَى الحَقِّ -: (كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِم!!)).
(3) قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (366/ 7): (وَالثَّلَاثَةُ الَّذِيْنَ سَمَّاهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا يَوْمَ الفَتْحِ، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ السِّرُّ فِي نُزُوْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَو يَتُوْبَ عَلَيْهِم}).
قُلْتُ: فَفِيْهِ فَائِدَةٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّكَ إِذَا رَأَيْتِ إِنْسَانًا غَارِقًا بِالمَعَاصِي؛ فَلَا تَسْتَبْعِدْ رَحْمَةَ اللهِ لَهُ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ يَتُوْبُ عَلَيْهِ، لِذَلِكَ فَإِنَّ مِنْ مَنْهَجِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ أَنَّ لَا يَشْهَدُوا لِأَحَدٍ بِجَنَّةٍ وَلَا بِنَارٍ إِلَّا مَنْ شَهِدَ لَهُ النَّصُّ، كَمَا فِي العَقِيْدَةِ الطَّحَاوِيَّةِ: (وَلَا نُنَزِّلُ أَحَدًا مِنْهُم جَنَّةً ولَا نَارًا).
نام کتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد نویسنده : نغوي، خلدون    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست