responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بيان المحجة في الرد على اللجة نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    جلد : 1  صفحه : 167
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} 1
فيه قَصْرُ العبادة عليه -تعالى- بجميع أفرادها، وكذلك الاستعانة. وفي {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [2] أيضا توحيد الربوبية.
وهذه الأصول أيضا في: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [3] فهو ربهم ورازقهم، والمتصرف فيهم، والمدبر لهم: {مَلِكِ النَّاسِ} [4] هو الذي له الملك كما في الحديث الوارد في الأذكار "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" [5].
وقوله: {إِلَهِ النَّاسِ} [6] هو مَأْلُوهُهُمْ ومَعْبُودُهم، لا معبود لهم سواه، فأهل الإيمان خَصُّوهُ بالإلهية، وأهل الشرك جعلوا له شريكا يَأْلَهُونَهُ بالعبادة كالدعاء والاستعانة والاستغاثة والالتجاء والرغبة والتعلق عليه، ونحو ذلك.
وفي: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [7] براءة النبي صلى الله عليه وسلم من الشرك والمشركين. {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [8] إلى قوله: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [9] فهذا هو التوحيد العملي، وأساسه البراءة من الشرك والمشركين باطنا وظاهرا، وفي {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [10] توحيد العلم والعمل.
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [11] يعني هو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير، ولا نِدَّ، ولا شبيه ولا عديل، ولا يطلق هذا اللفظ في الإثبات إلا على الله -عز وجل-؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله. وقوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ} [12] قال عكرمة عن ابن عباس: يعني الذي يَصْمُدُ الخلائقُ إليه في حوائجهم ومسائلهم.
(قلت) : وفيه توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية. وقال الأعمش عن شقيق أبي وائل: {الصَّمَدُ} السيد الذي قد انتهى سُؤْدُدُهُ، وقال الحسن أيضا: {الصَّمَدُ} الحي القيوم الذي لا زوال له، وقال الربيع بن أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد، كأنه جعل ما بعده تفسيرا له، وقال سفيان عن منصور عن مجاهد: {الصَّمَدُ} المُصْمَتُ الذي لا جوف له، قال أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة: وكُلُّ هذه صحيحةٌ، وهي صفات ربنا عز وجل.

1 سورة الفاتحة آية: 5.
[2] سورة الفاتحة آية: 5.
[3] سورة الناس آية: 1.
[4] سورة الناس آية: 2.
[5] البخاري: الأذان (844) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (593) , والنسائي: السهو (1341 ,1342 ,1343) , وأبو داود: الصلاة (1505) , وأحمد (4/247 ,4/250 ,4/251) , والدارمي: الصلاة (1349) .
[6] سورة الناس آية: 3.
[7] سورة الكافرون آية: 1.
[8] سورة الكافرون آية:1، 2.
[9] سورة الكافرون آية: 6.
[10] سورة الإخلاص آية: 1.
[11] سورة الإخلاص آية: 1.
[12] سورة الإخلاص آية: 2.
نام کتاب : بيان المحجة في الرد على اللجة نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست