responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 206
وقال: أبهذا أرسلت إليكم؟ إنما أهلك من قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم ألا تنازعوا فيه" وفي هذا يقول رضي الله عنه لمن سأله في مثل هذا: طريق مظلم لا تسلكه، كرر عليه السؤال فقال: بحر عميق لا تلجه، كرر عليه السؤال فقال: سر الله قد خفي عليك فلا تفتشه" فمثل هذا النهي إنما ينصب على السؤال عن نظام الله في الحياة والموت، وبسط الرزق وضيقه وهكذا لا على الكلام في القدر نفسه.

حرية الإنسان:
منذ أقدم العصور أخذ الإنسان يفكر في نفسه، وفي الكون المحيط به، وكانت حرية الإنسان إحدى القضايا التي تناولها عقله، وشغلت حيزا كبيرا من تفكيره ولا تزال هذه القضية إلى يومنا هذا مثار جدل ومناقشة بين المفكرين والفلاسفة، ولا يزال اهتمامهم بها اهتماما بالغا، إذ أنها قضية تتعلق بحياة الإنسان، وتتصل بمصيره فهو يبحث فيها، ويكد، ويجد في البحث عله يهتدي إلى الحل الصحيح كي يرسم لنفسه السلوك على ضوء الحل الذي يهتدي إليه وبديهي أن الإنسان حينما حاول الكشف عن وجه الصواب في هذه القضية، وأراد البحث فيها لم يجعل ميدان بحثه الأعمال الخارجية عن إراته واختياره، ككونه أبيض، أو أسود، وككونه ولد من هذا الوالد، أو ذالك، وكنبضات قلبه، وتنفسه، وجريان الدم في عروقه، فإن هذه الأشياء خارجة عن نطاق البحث، لأن الانسان لا اختيار له فيها، وهي غير خاضعة لإرادته.
وإنما اتجه الإنسان إلى البحث إلى الأعمال الإرادية التي تدخل في نطاق إرادته واختياره، ومدى حريته في ممارسة هذه الأعمال مثل تفضيله لونا من العلم أو الكتابة، أو ممارسة حرفة من الحرف، وزيارتد لغيره وهكذا في كل عمل من الأعمال الاختيارية.
فقد اختلفت الأنظار، وتضاربت الأفكار تضاربا كادت تضيع معه معالم الحق، فمن قائل: بأن الإنسان مسيرا [1] غير مخير، ومجبر على ممارسة

[1] هذا مذهب الجبرية
نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست