responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 489
الولاء والبراء:
لقد قامت دولة الإسلام العظيمة على يد مؤسسها الأول محمد - صلى الله عليه وسلم - على أساس متين من العقيدة الراسخة والإيمان المتغلغل في القلوب، ووضع المسلمون في المدينة اللبنة الأولى لصرح تلك الدولة الفتية، التي أخذت في الاتساع شيئاً فشيئاً، وبسرعة عجيبة أذهلت العالم بأسره، حتى وصلت خيول المسلمين أطراف الصين شرقاً وحدود فرنسا الصليبية غرباً، وكان الداخلون في الإسلام - لا سيما في العهود المتقدمة - يشعرون منذ لحظة دخولهم أنهم يبدأون عهدا جديداً، فضلاً عن الانفصال عن حياتهم التي أمضوها في الجاهلية، وكان كل مسلم جديد يدخل في الإسلام ينبذ كل القيم وكل الروابط التي تربطه بالماضي، ويستبدل بها رابطة الدين والعقيدة.
كان المسلم الجديد يقذف بكل ولاءاته التي كان يمنحها لأهله وعشيرته ووطنه، يقذف بها بعيداً ويتبرأ منها ليمنح بعد ذلك ولاءه وتبعيته لخالقه ومولاه سبحانه، وينضم إلى جماعة المسلمين، ويمنحها حبه ومودته وإخلاصه.
وبمثل هذه التربية الإيمانية نشأ أولئك الرجال الذين أقاموا أعظم حضارة وأعظم دولة عرفتها الدنيا، إلا أنّ تلك الدولة العظيمة دولة الإسلام العالمية، ما لبثت أن تراجعت القَهْقَرَى وتنازلت بكل بساطة وسذاجة عن كل انجازاتها وفتوحاتها، كنتيجة طبيعية لتنازلها عن سرّ قوتها وأساس نهضتها، وهو دينها القويم وحبلها المتين.
وأصبحت الأمة التي كانت ترهب أعداءها مسيرة شهر من الزمان، أصبحت أمة تابعة ذليلة، تسلط عليها أعداؤها، يسومونها الخسف والهوان.
دخلت الأمة في طاعة الكفار والمنافقين واطمأنت إليهم، ومنحتهم ولاءها وتبعيتها، من دون الله الواحد القهار.
وقد نتج عن هذه الكارثة والمأساة ضياع كثير من المفاهيم العقدية وانحسار جملة من القيم الأخلاقية كنتيجة بدهية لاحتكاك الأمة بأعدائها وخضوعها واستغلالها لهم.
ومن أبرز تلك المفاهيم العقدية التي غابت عن حياة كثير من المسلمين: مفهوم الولاء والبراء، والذي يحسب بعض البسطاء أنه يندرج تحت جملة القضايا الجزئية أو الثانوية، وهو

نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست