responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 472
التوكُّل وحقيقته وتفاصيله، فيظن أنه متوكل، وليس من أهل التوكل، فحال التوكل: أمر آخر من وراء العلم به، وهذا كمعرفة المحبة والعلم بها وأسبابها ودواعيها، وحال المحب العاشق وراء ذلك، وكمعرفة علم الخوف، وحال الخائف وراء ذلك، وهو شبيه بمعرفة المريضِ ماهيةَ الصحة وحقيقَتها وحاله بخلافها. فهذا الباب يكثر اشتباه الدعاوى فيه بالحقائق، والعوارض بالمطالب، والآفات القاطعة بالأسباب الموصلة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) "] مدارج السالكين 2/ 125 [.
وحري بهذا الكلام أن تعقد عليه الخناصر، وتعض به النواجذ، وأن يهتم به المربُّون مع أنفسهم ومن تحت أيديهم، فلقد كان من مضى من العلماء الصالحين الربانيين يخافون على أنفسهم من الضعف العملي، أو ضعف الحال مقابل ما عندهم من العلم الكثير، وكانوا لا يركنون إلى شهرتهم العلمية، بل كانوا يكرهون أن يتضخم علمهم ويشتهروا به بين الناس وليس في قلوبهم وأحوالهم ما يكافئ ذلك من الأعمال الصالحة، والأحوال الشريفة، والتي هي مقتضى الفهم والعلم.
ولنا أن نتساءل ونفكر: أيهما أسعد حالاً ومنزلة عند الله - عز وجل - رجل أوتي من العلم ما يتمكن به من حشد النصوص الدالة على فضل قيام الليل والأسباب المعينة على ذلك ثم هو لا يقوم الليل، وآخر لا يعلم من ذلك إلا أن قيام الليل مستحب وأجره عظيم فاجتهد ليله بين يدي ربه - تعالى - ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه؟ فالمرء لا يكون قائماً الليل بمجرد علمه بفضل ذلك وأحكامه، ولا يكون ورعاً بمجرد علمه بالورع، ولا يكون صابراً بمجرد علمه بالصبر وتعريفاته وأنواعه، ولا يكون متوكلاً بمجرد علمه بالتوكل وأقسامه.
وبعد هذه المقدمة التوضيحية لمصطلح العلم والحال أدخل في صلب الموضوع الذي بات يؤرق كل مسلم صادق، ويشغل بال كل موحِّد لله - عز وجل -،وذلك في هذه الأيام العصيبة التي نزلت فيها بأمة الإسلام، نازلة عظيمة، وذالك بما يدور الآن من عدوان ومحرقة على إخواننا المسلمين في غزة على يد إخوان القردة والخنازير, وكل ذنبهم أنهم مسلمون رافضون لمؤامرات الذلة والاستسلام التي تعترف لليهود بالاحتلال و

نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست