responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 128
الحياة الدنيا فهؤلاء قد ارتهنوا بما كسبوا وحق عليهم ما سبق في الآية وكتب عليهم هذا المصير: «أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا، لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ» .. لقد أخذوا بما فعلوا وهذا جزاؤهم: شراب ساخن يشوي الحلوق والبطون وعذاب أليم بسبب كفرهم، الذي دل عليه استهزاؤهم بدينهم ..
وثالثها: قول الله تعالى في المشركين: «الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً» .. فهل هو دينهم؟.
إن النص ينطبق على من دخل في الإسلام، ثم اتخذ دينه هذا لعبا ولهوا .. وقد وجد هذا الصنف من الناس وعرف باسم المنافقين .. ولكن هذا كان في المدينة ..
فهل هو ينطبق على المشركين الذين لم يدخلوا في الإسلام؟ إن الإسلام هو الدين .. هو دين البشرية جميعا .. سواء من آمن به ومن لم يؤمن .. فالذي رفضه إنما رفض دينه .. باعتبار أنه الدين الوحيد الذي يعده الله دينا ويقبله من الناس بعد بعثة خاتم النبيين.
ولهذه الإضافة دلالتها في قوله: «وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً» .. فهي - والله أعلم - إشارة إلى هذا المعنى الذي أسلفناه، من اعتبار الإسلام دينا للبشرية كافة. فمن اتخذه لعبا ولهوا، فإنما يتخذ دينه كذلك .. ولو كان من المشركين .. ولا نزال نجدنا في حاجة إلى تقرير من هم المشركون؟ إنهم الذين يشركون بالله أحدا في خصائص الألوهية.
سواء في الاعتقاد بألوهية أحد مع الله. أو بتقديم الشعائر التعبدية لأحد مع الله. أو بقبول الحاكمية والشريعة من أحد مع الله. ومن باب أولى من يدعون لأنفسهم واحدة من هذه، مهما تسمَّوا بأسماء المسلمين! فلنكن من أمر ديننا على يقين!
ورابعها: حدود مجالسة الظالمين - أي المشركين - والذين يتخذون دينهم لعبا ولهوا .. وقد سبق القول بأنها لمجرد التذكير والتحذير. فليست لشيء وراء ذلك - متى سمع الخوض في آيات الله أو ظهر اتخاذها لعبا ولهوا بالعمل بأية صورة مما ذكرنا أو مثلها [1].

- - - - - - - - - - - -

[1] - في ظلال القرآن للسيد قطب-ط1 - ت- علي بن نايف الشحود (ص: 1563)
نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست