responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ نویسنده : -    جلد : 1  صفحه : 32
يُكَوِنَ لَهُ جماعة وَتَغَلَّبَ عَلى بِلادِ ماوراءِ النَّهر مُتَحَصِناً بِقَلعَةِ "كَش" ولكِن الخلِيفةُ المَهدِيّ وِالَّذي اشتَهَرَ بِشِدَّتِهِ على المَلاحِدة والزَنادِقَة، تَعَقَبَهُ فأَرسَلَ لهُ جَيشاً يُحاصِرَهُ فَلمّا تَيَقَنَ هلَكَتهُ سَقى نَفسَه وأَهلَ بَيتِهِ السُمَّ وهَلَك.
ومَع ذلِك فَلَم يَستَطِع المهدِيّ أن يَقضِيَ على فِتنَتِهِم نَظَراً لِتَسَتُرِهِم الدّائِم بالتَقِّيةِ وَالسِّريَّة فَهُم دائِماً يَعمَلونَ وَيُخَطِطُون بِالخَفاء مُستَخدِمينَ النِّفاقَ الاجتِماعِيّ بِالتَقَرُبِ وَالتَزَلُف إلى كِبارِ رِجالاتِ الدّولَةِ فِي الخِلافَةِ العَبَّاسِيَّةِ حَتى تَمَكَنوا مِن الوُصولِ لِلمَناصِب الوِزارِيَّة فَاستَوزَرَ كَثيرٌ مِن خُلَفاءِ بَنِي العَبّاس هؤلاءِ الرّافِضَةَ المَجُوس؛ كالبَرامِكَةِ وأبي مُسلِم الخُرَسانِيّ وَالمَجوسِيّ الفَضل بن سَحَل الَّذي كَانَ وَزِيراً لِلمَأمُون وَقائِداً لِجَيشِهِ وَكانَ يُلَقَّب بِذِي الرِياسَتَين (أي الحَربِ والسِياسَة) , بَل وَزَوَجوا أَبنائَهُم مِن بناتِ الفُرس فأُمُ المَأمُون مَرَاجِلُ فارسِيَّة ما أدّى إلى تَأَثُرِهِ وَظُهورِ هذا الأَثَر عِندَما انتَهى الحُكمُ إِليه حَيثُ اتَّخَذَ مِن "مَرْوَى" عاصِمَةً للخِلافَة بَدَلاً مِن بَغداد ونادى بِأَفكارٍ وَفَلسفاتٍ غَريبةٍ عَنِ الإِسلام كَقَولِه بِخَلقِ القُرآن. وجَاءَتْ هَذِهِِ الدَعوَةُ مِن رَواسِبِ تَربِيَتِهِ الفارسِيَّة المَجوسِيَّه فَكانَ نَتيجة هذا التَقارُب أن تَمَكَن رافِضةُ المَجوسِ مِن بَثِّ أفكارِهِم وَمُعتَقَداتِهِم بَينَ المُسلِمين وَراحُوا يَدِسّونَ الأَحاديثَ المَكذُوبَة، ويَلصِقُونَها بِالدّين َوراحوا يُصَوِرونَ التَّاريخَ الإِسلاميّ على أنَّهُ تاريخُ فِتَن وَخُصومةٍ بَينَ الصّحابَة ويطعَنُونَ بِأَبِي بَكرٍ وعُمَرَ خاصَّه وَفِي الصَّحابِةِ عامَّه بَل انبَرى شُعَرائُهُم يَتَفاخَرون بِمَجدِ فارس القَدِيم مِمّا حَدَى بالأَصمَعِيّ هِجاءِهِ بِقَولِه:
إذا ذُكِرَ الشِركَ بِمَجلِسٍ ** لَضاءَت وُجوهِ بَني بَرمَكِي
وإِن تُلَيَت عِندَهُم آيةٌ** ... أَتَوا بِالحديثِ عَن مَزدَكِي
بَل نَتَجَ عَن هذا التَقارُب ما هُو أشَدُّ على دَولَةِ الإِسلام وَدِينِهِ أَلا وَهُوَ تآمُرُهم على الخلافةِ وخُرُوجَهَم واستِقلاَلَهُم في مَناطِقَ مُتَعَدِدَة.
فَكَانَ أوّلُ من خَرَجَ على الخلافَةِ العبّاسِيّة، هُوَ ما قَامَ بِهِ طَاهِرُ بْنُ الحُسين الخُزَاعِيّ [1]،حيثُ اسْتَقلّ بِخُراسانَ كَمَا فَعَلَ من قَبْلُ "أبو مُسْلم" وتَوَالَتْ بعْدَ ذلِكَ الانْقِسامَاتُ عنِ الخِلافَةِ

[1] - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (11/ 156) وشذرات الذهب - ابن العماد - (1/ 342)
نام کتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ نویسنده : -    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست