responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 274
والشاهد في الآية قوله: "قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا"، فالظاهر من إسناد "قِيلَ" بصيغة المجهول أن قائله غير المؤمنين المخاطبين وإنما هو من كلام الملائكة السائقين للمنافقين ([1]
وتكون مقالة الملائكة للمنافقين تهكماً، إذ لا نور وراءهم، وإنما أرادوا إطماعهم ثم تخييبهم بضرب السور بينهم وبين المؤمنين، لأن الخيبة بعد الطمع أشد حسرة وهذا استهزاء كان جزاء على استهزائهم بالمؤمنين واستسخارهم بهم [2]، ومما يؤيد أن هذا التخبط والحيرة الشديدة التي أصابت المنافقين في الآخرة هو جزاء لهم من جنس ما كانوا عليه في الدنيا أنهم كانوا كذلك في الدنيا في قلق دائم وحيرة مستمرة، وتخبط متواصل لأنهم كانوا"مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء" (النساء، آية: 143) [3].

رابعاً: الجزاء بجنس العمل بين العباد:
إن سنة الله في خلقه أن يكون جزاؤهم بجنس ما عملوه، وهذا أمر تكويني أقام الله عليه الدنيا والآخرة ليكون قانوناً حاكماً في المجازاة والمحاسبة وليس هذا فحسب، وإنما أراد الله عز وجل أن يكون هذا القانون وتلك السنة أمراً شرعياً تكليفياً، وقد أمر الله الناس بالتعامل به فيما بينهم، ليتحقق العدل والأمان في المجتمع بين الأفراد والجماعات والأمم، فأنزل الآيات التي توجب العمل بهذه القاعدة، وجعلها مستمرة في أبواب الشرع عامة في مسائله، وبين النبي صلى الله عليه وسلم تلك السنة بأحسن بيان وأدق تطبيق، وبهذا يتبين أن الشرع والقدر قد تظاهرا على تقرير هذه السنة، وتلك القاعدة والتي هي من حكمة الله البالغة في خلقه [4].

[1] المصدر نفسه صـ262.
[2] السنن الإلهية د. مجدي عاشور صـ 263.
[3] المصدر نفسه صـ 263.
[4] المصدر نفسه.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست