responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 27
وفي هذا الحديث النبوي يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أراد نيل محبة الله ورضوانه فعليه أن يبادر إلى تقوية إيمانه ومجاهدة نفسه، وطلب القوة في العلم والجسم، وغير ذلك من عناصر القوة النافعة التي تتضافر جميعها لتكوين شخصية المسلم الذي يحبه الله سبحانه، ولكي يحظى المسلم بذلك فلا بد له من الأخذ بالوصايا النبوية الواردة في هذا الحديث: وهي أن يحرص على ما ينفعه ويطلب العون من الله سبحانه ولا يعجز، وأن يسلم أمره لله فيما قدّر له فلا يسخط ولا يشتكي من المصائب ولا يدع للشيطان مدخلاً يقوله: "لو أني فعلت كذا وكذا" فكلمة "لو" تجلب الحسرة والأسى، وتزيد اللوعة وتورث القلق والاضطراب، ولن يستطيع إعادة ما فات ولا إحياء من مات مهما تحسر، وإنما سيجلب لنفسه الكآبة ولجسمه الأمراض والآلام ويتعرض لغضب الله، باعتراضه على قدره، فالعلاج العملي أن يقول: "قدّر الله وما شاء فعل"، مُعِلناً استسلامه لأمر الله ورضاه بقضائه وأن يعود لسانه على هذا القول كلما ناله شئ يكرهه [1].

الوصية الثانية: دعاء الاستخارة:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخريك بعلمك واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.
اللهم إن كنت تعلم إن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فأقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فأصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، ويسمي حاجته [2].

[1] منهج الإسلام في تزكية النفس (1/ 160).
[2] البخاري، ك الدعوات باب دعاء الاستخارة (7/ 162).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست