responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 199
قال تعالى: " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " (الحديد، آية: 20)، يقول تعالى مُوهِّنَاً أمر الحياة الدنيا، ومحقراً لها ((اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب)) أي: تفريج نفس ((ولهو)) أي: باطل ((وزينة)) أي: منظر جميل ((وتفاخر بينكم)) أي: بالحسب والنسب ((وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث)) أي: مطر ((أعجب الكفار)) أي: يعجب الزراع ذلك النبات فإنهم أحرص الناس عليه، وأميل الناس إليه ((ثم يهيج فتراه مصفراً)) أي: ثم يجف بعد خضرته، ونضرته، وتراه مصفراً، أي: من اليبس ((ثم يكون حطاماً)) أي: ثم يكون بعد ذلك كله حطاماً أي: هشيماً منكسراً، وكذلك الدنيا لا تبقى، كما لا يبقى النبات، الذي وصفناه، ولما كان هذا المثل دالاً على زوال الدنيا، وانقضائها لا محالة، وأن الآخرة كائنة وآتية لا محالة، حذرنا الله تعالى من أمرها، ورغبنا فيما فيها من الخير، فقال تعالى: " وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ " أي: وليس في الآخرة الآتية إلا: إما هذا وإما هذا، أي: إما عذاب شديد، وإما مغفرة من الله ورضوان، وقوله تعالى: " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " أي: هي متاع زائل يغر، ويخدع من يركن إليها، وإلى متاعها، فيغتر بها، وتعجب من يعتقد: أنه لا دار سواها، ولا معاد ورائها، مع أنها حقيرة، قليلة المتاع بالنسبة إلى الدّار الآخرة [1].

[1] تفسير ابن كثير (4/ 312ـ 313).
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست