responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 52
فالإنسان لا يعلم متى ينقضي أجله، وفي أي بقعة يكون مضجعه أفي بر أم في بحر؟ وفي سهل أم حزن؟ وقريب ذلك أم بعيد؟ كما قال سبحانه:" أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" (الأعراف، آية: 185)، ولقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المبادرة بالطاعة، وذلك باستنفاد العمر في ملازمة التقوى وبذل الصحة قبل حلول العلل ومجاهدة النفس قبل وقوع الآجل [1]،عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وفيه: خذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك [2]، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء [3]، وفي رواية: وعدّ نفسك في أهل القبور [4]. والمعنى استمر سائراً ولا تفتر، فإنك إن قصّرت انقطعت وهلكت [5].

المبحث الثالث: حياة البرزخ:

جاءت النصوص باثبات الحياة في البرزخ، وهي حياة تخالف الحياة المعهودة في الدنيا، فالله سبحانه جعل الدور ثلاثاً، دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، وجعل لكل دار أحكاماً تختص بها وركب هذا الإنسان من بدن ونفس، وجعل أحكام دار الدنيا على الأبدان والأرواح تبعاً لها ... وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبعاً لها ... فإذا كان يوم حشر الأجساد وقيام الناس من قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد ظاهراً ابدياً أصلاً [6].

[1] الثبات على دين الله (2/ 1054).
[2] البخاري، ك الرقاق رقم 6416.
[3] البخاري رقم 6416.
[4] سنن الترمذي، ك الزهد، رقم 2333 صححه الألباني.
[5] تحفة الأحوذي (6/ 515)، الثبات على دين الله (2/ 1055).
[6] كتاب الروح لابن القيم صـ88، 89، الوعد الآحروي شروطه وموانعه، عيسى السعدي صـ89.
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست