responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد نویسنده : الدسوقي، رمضان    جلد : 1  صفحه : 162
المحور الثالث: وهو ابتداع كتب جديدة والزعم أنها من عند الله مثل: "التلمود":
يحتل التلمود عند اليهود منزلة عظيمة إذ انهم يعتبرونه من قديم الزمان كتابًا منزلًا مثل التوراة ما عدا بعض المعاندين فإنهم لا يعتقدون ذلك بالطبع [1].
(وتعود أهمية التلمود إلى أنه سجل للتشريعات الدينية المنظمة للحياة اليهودية فمن خلاله أخذت الجوانب الشعائرية والتشريعية الدينية شكلها النهائى واستمرت حية حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وفي مقابل الاهتمام بالنواحي الخاصة بالعبادة من طقوس وشعائر ومناسبات دينية وأحكام تشريعية فإن التلمود لم يهتم بصياغة العقائد والمفاهيم الدينية فى مصطلحات عقائدية ثابتة ومحددة ورغم ذلك فإن اليهودية التلمودية تقوم على أسس متينة من يهودية العهد القديم) [2].
ويعتبر التلمود هو المصدر الثاني للتشريع اليهودي والمصدر الأول للسياسة الصهيونية ولا يوجد منه إلا عدة مخطوطات قديمة منها التلمود البابلى- الذي جمع في بابل بالعراق سنة 500 م - والتلمود الأورشليمي- الذي جمع بفلسطين في القرن الثاني للميلاد [3].

وخلاصة ما سبق:
1 - أن الإيمان بالكتب المنزلة من عند الله ركن أساسى من أركان الإيمان فمن آمن ببعض الكتب وكفر بالبعض الآخر فهو ضال بعيد الضلال فيقول تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [4].
2 - أنكر اليهود الإنجيل والقرآن ولم يعترفوا بهما مطلقًا ليثبتوا أن شريعتهم هى الشريعة الخاتمة؛ بل وامتدت أيديهم لتحريف الأناجيل لتخدم أغراضهم السياسية وغيرها، أما القرآن فقد باءت محاولاتهم نحوه بالفشل فهو محفوظ من التبديل والتحريف فيقول تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [5].
3 - تحريف اليهود للتوراة وكتب الأنبياء عن عمد إما بالزيادة أو بالنقصان وقد أثبت علماء المسلمين وقوع التحريف اللفظي والمعنوي في التوراة وكتب الأنبياء "العهد القديم" من واقع أقوال علمائهم أنفسهم ومن خلال نظرتهم المتأنية للنصوص التوراتية ومقابلتهم النسخ بعضها ببعض.
4 - ابتداع اليهود كتبًا جديدًة ما أنزل الله بها من سلطان مثل التلمود ولكنها من وحى عقولهم الفاسدة واتخذوها مصدرًا أساسيًا من مصادر التشريع عندهم وهو في المرتبة الثانية بعد التوراة.

[1] الكنز المرصود في قواعد التلمود د/ يوسف نصر الله ص 50 طبعة دار القلم - الطبعة الأولي -1408 هـ -1987 م
[2] تاريخ الديانة اليهودية أ/ محمد خليفة حسن ص 213 ط/ دار قباء القاهرة ط/1 - 1988 م.
[3] التطرف اليهودي د/ عبد الراضي ص 52 ولمزيد من التفصيل انظر: التطرف اليهودي ص 53 - 56، والكنز المرصود ص 47، 48، واليهودية د/ أحمد شلبى ص 265 - 271، وجهود الامامين أ/ سميرة عبد الله ص 273 - 276 ونقد التوراة د/ السقا ص 24.
[4] سورد النساء جزء الآية: (136).
[5] سورة الحجر الآية: (9).
نام کتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد نویسنده : الدسوقي، رمضان    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست