responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد نویسنده : الدسوقي، رمضان    جلد : 1  صفحه : 147
التناقض في هذه القضية "أكل الملائكة من طعام البشر":
وقد وقع التناقض في التوراة بين هذه القصة وبين قصة أخرى وقد أبرز د/ المطعني هذا التناقض عندما ذكر قصة أخرى توضح أن الملائكة رفضت أن تأكل من جدي معزي "منوح" [1]: فقال منوح لملاك الرب: دعنا نعوقك ونعمل لك جدي معزي؟ فقال ملاك لمنوح: ولو عوقتني لا آكل من خبزك" [2].
فيقول د/ المطعني:
(إن التوراة -هنا- تقول أن ملاك الرب رفض أن يأكل من جدي معزي منوح وهذا صدق على فرض أن هذه القضية وقعت فعلًا فإذا كانت الملائكة لا تأكل فماذا يصنع برواية سفر التكوين في ضيف إبراهيم من الملائكة- الذين أكلوا- على زعم الرواية- العجل والخبر والزبد واللبن [3] فمن أي الروايتين يستقى طالب الإيمان عقيدته في الملائكة من نصوص التوراة المقدسة؟، أهم يأكلون؟ أم هم لا يأكلون؟ أليس هذا تناقضًا في نصوص يدّعون قداستها؟! والنصوص المقدسة لا تعرف إلى التناقض سبيلًا، ولكن هذه هى طبيعة التوراة حق يضيع بين ركام الباطل) [4].
وبعد أن ذكرت الباحثة/ سميرة عبد الله نصًا يقول ذهب الملكان إلى لوط -عليه السلام- وأكلا عنده وكذلك يطلبان الراحة لولا تجمع القوم على منزل لوط يطالبون ضيفيه [5] علقت عليه قائله: يتضح من هذا النص تعب لملائكة وحاجتهم للاستراحة والاغتسال وجوعهم وأكلهم مع الإله فهل يتصور العقل السليم حاجة الإله إلى الأكل والشرب والاغتسال والراحة؟ فإن تصورته اليهود هنا هكذا كما تصورته في استراحة الرب سابقًا ... فلا عجب في أن يتصوروا حاجة الملائكة إلى ذلك أيضًا [6].
وعلى هذا:
فوجود التناقض في قضية ما كفيل ببطلانها وردها.

[1] هو: رجل من صرعة في نصيب دان وهو أبوشمشون ومن خلال قصة شمشون يظهر أن منوح كان رجلًا تقيًا (قاموس الكتاب المقدس ص (926).
[2] قضاة: (13/ 15 - 16) مولد شمشون.
[3] انظر: تكوين: (18/ 1 - 22).
[4] الإسلام في مواجهة الاستشراق ص 197.
[5] انظر: تكوين: (19/ 1 - 4).
[6] انظر: جهود الإمامين ص 203.
نام کتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد نویسنده : الدسوقي، رمضان    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست