responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض    جلد : 1  صفحه : 450
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وقوله: " ثم حدثنا عن رفع الأمانة ": هذا هو الحديث الثانى الذى ذكر حذيفة أنه ينتظره - لأن روايته فى غير الأمانة كثيرة - وهو رفع الأمانة أصلاً حتى لا يبقى من يوصف بالأمانة إلا النادر.
قال شبير: ولا يعكر على ذلك ما ذكره فى آخر الحديث مما يدل على قلة من ينسب للأمانة، فإن ذلك بالنسبة إلى حال الأولين، فالذين أشار إليهم بقوله: " ما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً " هو من أهل العصر الأخير الذى أدركه، والأمانة فيهم بالنسبة إلى العصر الأول أقل، وأمَّا الذى ينتظره فإنه حيث تفقد الأمانة من الجميع إلا النادر. وحاصل الخبر: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنذر برفع الأمانة وأن الموصوف بالأمانة يسلبها حتى يصير خائناً بعد أن كان أميناً، وهذا إنما يقع على ما هو مشاهد لمن خالط أهل الخيانة، فإنه يصير خائناً؛ لأن القرين يقتدى بقرينه. السابق.
ورفع الأمانه يحتمل أنه على الحقيقة، وهو عدم بقائها، ويحتمل أن المراد رفع أهلها كحديث: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء ".
قال الأبى: ورفعها إنما هو باعتبار الأكثر، لقوله: " إلا فلاناً وفلاناً " يعنى بذلك أفراداً من الناس.
قال: ثم مقالته هذه إنما كانت - والله أعلم - وهو بالمدائن، إذ كان عثمان - رضى الله عنه - ولاه على المدائن، وقتل عثمان - رضى الله عنه - وهو عليها، وبايع لعلى وحرَّض على المبايعة والقيام فى نصره، ومات - رضى الله عنه - فى أوائل خلافته، فلم يقل حذيفة ما قال وهو بالمدينة، لكثرة من بها حينئذ من الصحابة والتابعين. الإكمال 1/ 248.
وفى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ينام الرجلُ النومة " وهو كناية عن الغفلة الموجبة لارتكاب السيئة الباعثة على نقص الأمانة ونقص الإيمان. فإن قلنا: إن النوم على حقيقته، فإن المذكور بعده أمر اضطرارى، فيكون ما قبله هو السبب له.
وقبض الأمانة: يعنى قبض بعضها؛ بدليل ما بعده، والمعنى: يقبض بعض ثمرة الإيمان.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كجمر دحرجته على رجلك ": أى تأثير ما بقى من الأمانة عده كتأثير جمر فيخيل للرائى أن الرجل ذو أمانة وهو فى ذلك بمثابة نقطة تراها منتقطة مرتفعة كبيرة، لا طائل تحتها، وليس فيها شىء صالح، بل ماء فاسد.
قال العينى: " حاصله أن القلب يخلو عن الأمانة بأن تزول عنه شيئاً فشيئاً، فإذا زال جزء منها زال نورها، وخلفته ظلمة كالوكت، وإذا زال شىء آخر منه صار كالمجل، وهو أثر محكم، لا يكاد يزول إلا بعد مدة، ثم شبَّه زوال ذلك النور بعد ثبوته فى القلب وخروجه منه واعتقابه إياه بجمر تدحرجه على رجلك حتى يؤثر فيها، ثم يزول الجمر ويبقى التنفط " عمدة القارى 23/ 85.
وقوله: " حتى يقال: إن فى بنى فلان ": أى من غاية قلة الأمانة فى الناس. وقوله: " حتى يقال للرجل ": أى من أرباب الدنيا ممن له عقلٌ وتحصيل المال والجاه وطبع فى الشعر والنثر، وفصاحة وبلاغة، وقوة بدنية، وشجاعة، وشوكة.
وحاصل قول الناس فيه: " ما أجلده ما أظرفه " أنهم يمدحونه بكثرة الجلادة والظرافة والعقل، ويتعجبون منه، ولا يمدحون أحداً بكثرة العلم النافع والعمل الصالح.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وما فى قلبه مثقال حبة ": حال من الرجل، و " من " فى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من خردل " بيانية، أى هى خردل.
ومعنى قوله: " وما أبالى أيكم بايعت ": أى أنه لوثوقه سلفاً بوجود الأمانة فى الناس كان يقدم على مبايعة من أتفق من غير بحث عن حاله، فلما بدا التغير فى الناس، وظهرت الخيانة صار لا يبايع إلا من يعرف حاله.
وقوله: " لئن كان مسلماً ": جوابٌ عن إيراد مقدرٌ، كأنَّ قائلاً قال له: لم تزل الخيانة موجودة، فأجاب بإنه كان كان الأمر كذلك، لكنه كان يثق بالمؤمن لذاته، وبالكافر لوجود ساعيه وهو الحاكم الذى يحكم عليه، وكانوا لا يستعملون فى كل عمل قلَّ أو جَلَّ إلا المسلم، فكان واثقاً بإنصافه وتخليص حقه من الكافر إن خانه، بخلاف الوقت الأخير الذى أشار إليه، فإنه صار لا يبايع إلا أفراداً من أناس يثق بهم. فتح الملهم 1/ 178.
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست