responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 356
انظر إلى ضمير الفصل في قوله -سبحانه وتعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} (النجم: 43 - 52) وانظر إلى الفرق بين استخدامه في مواضع، وتركه في مواضعَ أخرى، فاستخدم في: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا}، {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}، و {إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} ولم يستخدم في: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى}، {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}، {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى}، فتجد الضمير قد استخدم في الأفعال التي هي مظنة الاشتراك، كما ترى ذلك في جملة الإضحاك والإبكاء، والإماتة والإحياء، والإغناء والإقناء، أما حيث لا تدعى الشركة فلا حاجةَ إلى هذا الضمير كما ترى في جمل خلق الزوجين، والنشأة الأخرى، وإهلاك عادا الأولى.
فقد يظن المرء أن له يَدًا في إضحاك الآخرين وإبكائهم، أو أنه يملك لأناس الحياةَ والموتَ كما قال الطاغية لإبراهيم -عليه السلام: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} (البقرة: 258) أما هذه المسائل التي لا تحتاج إلى تأكيد؛ لأن الجميع يسلم بها، لم يقع فيها ضمير الفصل. كذلك لو نظرت في قوله -سبحانه وتعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} (الشعراء: 75 - 82) فترى ضمير الفصل أتى حيث يتوهم في الفعل شركة كما في الهداية والإطعام والشفاء، أما حيث لا تتوهم تلك الشركة، فلا يأتي ضمير الفصل كما في الخلق والإماتة

نام کتاب : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست