responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل إلى علوم القرآن الكريم نویسنده : النبهان، محمد فاروق    جلد : 1  صفحه : 35
كلام الله بواسطة جبريل، وفي جميع الأحوال لا تطلق كلمة «الوحي» في اللغة العربية إلا في هذا الإطار، وإذا استعملت في بعض الأحيان في المعنى اللغوي فإن هذا الاستعمال قليل، وغالبا ما يكون في صيغة الفعل التي تعبر عن المعنى اللغوي الدال على الإشارة الخفية الدالة على معنى معين.
وتتعدد معاني «الوحي» في القرآن، بحسب الآيات، فأحيانا تفيد معنى الإخبار كقوله تعالى: فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ [1]، وأحيانا تفيد الأمر كقوله تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ [2]، وأحيانا تفيد معنى الإنزال كقوله تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها [3].

كيفية نزول الوحي:
بالرغم من تعدد كيفيات الوحي كما جاء في الآيات القرآنية، فإن القرآن حدد بطريقة واضحة وبينة كيفية نزول الوحي بالقرآن على النبي صلّى الله عليه وسلّم قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ [4] وهذه صورة من صور نزول الوحي، وهي خاصة بالقرآن.
وهناك صور أخرى للوحي، وحددها القرآن بقوله تعالى: وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [5] والآية تنفي إمكان تكليم الله للبشر بطريقة مباشرة، وهذا أمر طبيعي، فالتكلم المباشر غير ممكن، لأن الطبيعة البشرية محدودة ولا يمكن لها أن تتلقى الكلام إلا بالحواس، وكلام الله أسمى من أن تكون أداته الحواس البشرية.

[1] سورة إبراهيم، الآية: 13.
[2] سورة الأعراف، الآية: 117.
[3] سورة الشورى، الآية: 7.
[4] سورة الشعراء، الآيات: 192 - 194.
[5] سورة الشورى، الآية: 51.
نام کتاب : المدخل إلى علوم القرآن الكريم نویسنده : النبهان، محمد فاروق    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست