responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل إلى علوم القرآن الكريم نویسنده : النبهان، محمد فاروق    جلد : 1  صفحه : 119
وقطع دابر أي خلاف في آياته، من حيث القراءة والرسم، ومن اليسير علينا نحن اليوم أن نكتشف عظمة هذا الإنجاز وعظيم أثره، ولو بقيت المصاحف الفردية قائمة بيد أصحابها لكان من اليسير أن يتعصب كل صاحب مصحف لما كتبه وجمعه، ولاعتبر مصحفه هو الأصح والأدق، ومن الصعب بعد ذلك ضبط الأمور وإعادة اللحمة إلى ما تفرق من الآراء، وبخاصة في ظل عصر بدأت معالم الفتنة تطل عليه من بعيد، منذرة متوعدة، ومن حسن الحظ أن خطوة توحيد المصحف قد اكتملت قبل أن تتفجر الأحداث، وأصبح في كل إقليم من أقاليم الدولة الإسلامية مصحفا معتمدا، هو الأساس لكل المصاحف، يوحد الكلمة، ويوحي بالثقة، ويجعل القرآن فوق كل الشبهات، مطوقا بحفظ الله ورعايته.
ولو صح أن خلافا حقيقيا وقع في مصحف عثمان، أو نزاعا بين الصحابة نشب بسبب إحراق المصاحف لما خفي هذا الخلاف والنزاع، ولارتفعت أصوات المعارضين عالية محتجة رافضة منددة بما فعل «عثمان»، وبخاصة في أواخر عهده، حيث أخذت أصوات الاحتجاج تتعالى مدينة بعض جوانب سياسته وإدارته.
وحاول بعض خصوم القرآن إثارة شكوك حول قطعية ثبوت النص القرآني، واعتمدوا في ذلك على روايات شاذة وحكايات موضوعة تؤكد ظنونهم، وتدعم ما أخذوا أنفسهم به من هدم هذا الصرح الكبير الذي أجمع المسلمون على صحته، وتكاتفوا في سبيل حفظه، ولا تخلو أية رواية من الروايات الشاذة من نقد واضح الدلالة على ضعفها وتهفتها، أو سوء تفسيرها، سواء تعلقت بشبهات حول سقوط شيء من القرآن بسبب نسيان، أو إضافة إليه.
ولا نهاية لمثل هذا المنهج الذي يعتمد التشكيك في القرآن، ولا سبيل لإيقاف النفوس المريضة التي أخذت تتتبع ما سقط من الأقوال، وما نبذ من الروايات، إلا بتجاهل هذا المنهج ورفضه، وعدم الخوض فيه، فما أجمعت عليه الأمة، لا يمكن أن يكون في موطن الظن، وأن يخضع لمعايير نقدية أخذ بها من ران على قلبه مرض، أفقده الإحساس بحرارة الإيمان، وبإشراقة القرآن في النفس، فما تعهد الله بحفظه لا سبيل لبشر عليه، وكلام الله أسمى من أن يختلط بكلام البشر.

نام کتاب : المدخل إلى علوم القرآن الكريم نویسنده : النبهان، محمد فاروق    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست