responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 508
استغنى به المؤمن عن كل أعراض الحياة فضحى بها فى سبيله. ولن تكون التضحية إلا حيث يكون الإيمان. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. وجزاء هؤلاء القوم المؤمنون عند الله عظيم، فهم حزبه المنتسبون إليه، المقربون لديه، يؤيدهم بنصره ويمدهم بروحه ويسددهم بتوفيقه ويصلح لهم دنياهم بنعمته، ولهم بعد ذلك فى الآخرة جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها، ويعوضهم عن فقدان العشائر والأنصار رضاه عنهم ورضاهم عنه، وما وجد شيئا من فقده، وما فقد شيئا من وجده.
إذا صح منه الود فالكل هيّن ... وكل الذى فوق التراب تراب (1)
وهكذا ترى الجزاء من جنس العمل، قوما يتركون فى سبيل الله آثارهم وإخوانهم وعشيرتهم وأولياءهم فيكون الله لهم وليّا: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ [البقرة: 257].
كتب معاوية إلى عائشة رضي الله عنها: أن اكتبى لى كتابا توصينى فيه ولا تكثرى علىّ، فكتبت عائشة إلى معاوية: سلام عليك، أما بعد، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس، والسلام عليك" رواه الترمذى [2].
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الديلمى من طريق الحسن بن معاذ" اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق يدا ولا نعمة، فيوده قلبى، فإنى وجدت فيما أوحى إلى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) [3].

(1) من الشائع بين الناس أن هذه الأبيات لرابعة العدوية، وليس بصواب، ولكن الأبيات لأبى فراس الحمدانى يمدح سيف الدولة، وقد رأى العلماء أن هذه العبارات لا يليق أن يخاطب بها بشر، إنما يصلح أن يخاطب بها الله عز وجل، ولذا نسبت- بغير صواب- إلى رابعة العدوية. انظر: محاضرة: (إنسان سورة العصر) للدكتور يوسف القرضاوى بتحقيقنا. تحت الطبع.
[2] رواه الترمذى (2414) وابن حبان (276) و (277) المرفوع منه فقط عن عائشة رضي الله عنها.
وصححه الألبانى فى" صحيح الترمذى" (1967) وفى العقيدة الطحاوية (278) وحسنه شعيب الأرناءوط فى" صحيح ابن حبان" (1/ 510، 511).
[3] ذكره الغزالى فى الإحياء، وقال العراقى: أخرجه ابن مردويه فى التفسير من رواية كثير بن عطية عن رجل لم يسم، ورواه أبو منصور الديلمى فى مسند الفردوس من حديث معاذ وأبى موسى المدينى فى كتاب:
تضييع العمر والأيام مرسلا، وأسانيده كلها ضعيفة. انظر: الإحياء (2/ 149).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست