responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 467
كبنى غالب ولؤى من قريش، ودون البطون الأفخاذ، واحدتها فخذ، كبنى هاشم وأمية من بنى لؤى، ثم الفصائل والعشائر واحدتها فصيلة وعشيرة.
وقيل: الشعوب من العجم، والقبائل من العرب، والأسباط من بنى إسرائيل، وهو تقسيم تواضعى، وعلى كلّ فالمراد من ذكر القبائل والشعوب فى الآية الكريمة: التنبيه على أن حكمة الأنساب التعارف فحسب، ليس التفاخر ولا التكاثر ولا التعاظم، فإنما الفخر والشرف بشيء واحد: تقوى الله وأداء الواجبات والحقوق.

[موقف الإسلام من الطبقية]
وقد وضعت هذه الآية الكريمة أساس المساواة بين البشر جميعا قبل أن يتشدق بها المتشدّقون من علماء الاجتماع، وما زالت الأمم تخضع لنظام الطبقات، وتفرّق بين الأفراد على غير أساس إلا أساس التوارث والعصبية الباطلة، حتى جاء الإسلام بدستوره العادل القويم، فصدع هذه النظم، وقضى على تلك الفوارق.
كان نظام الطبقات معمولا به فى الأمة اليونانية فى أوج حضارتها وهى أمة الفلسفة والنور، وفى الأمة الرومانية وهى أمة القوانين وتقرير الحقوق، وفى الأمة الفارسية
وهى أمة الحضارة العريقة، بل إنك لترى الأمم الحديثة تسير عليه وتأخذ به، وهذه فرنسا تعتبر اليوم الذى هدمت فيه نظام الطبقات والتفريق بين أبناء الأمة الواحدة على غير أساس، حتى أعلنت تلك الحقوق التى سموها حقوق الإنسان عيدا للحرية ومبدأ للمساواة، على حين هدم الإسلام هذه النظم وقضى عليها، وقرّر حقوق الإنسان وواجباته منذ بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمساواة المطلقة خيال لا يتحقّق، وأمر لا يمكن أن يؤدى إلى خير البشرية إن وصل الناس إليه، فلا بد من التفاوت بين الخلق، ولا بد أن يكون هذا التفاوت على أساس صحيح من التفوق فى خدمة الإنسانية وأداء الحقوق.
ففي الوقت الذى وضع الإسلام فيه أساس المساواة بين الناس بأصل الخلقة فى الآية الكريمة، وبيّن أن أساس التفاوت تقوى الله، أشار كذلك إلى ضرورة هذا التفاوت فى قوله تعالى: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ

نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست