|
||||
| نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 422 | ||||
|
وبعد أن عرفت معانى هذه الألفاظ سألت نفسى عدة أسئلة: هل هناك ارتباط بين هذه الآيات الكريمة وما قبلها؟ وما سبب نزولها؟ وما المقصود بها؟ وكيف نستفيد منها؟ وإليك الجواب: أ- ارتباط هذه الآيات بما قبلها: يقول الله تبارك وتعالى فى آخر سورة الفتح [الآية: 29]: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً. فها أنت ترى أنّ فى هذه الآية كلاما عن منصب الرسول صلى الله عليه وسلم ومهمته، وعن صفات المؤمنين ومظاهر الكمال فيهم، فناسب بعد ذلك أن تحدّد الصلة بين مقام الرسالة العظيم المحفوف بجلال الزعامة الدينية والدنيوية؛ وبين غيره من المقامات، مع بيان ما يجب لهذا المقام الكريم من تكريم وتعظيم، وهو ارتباط قوى متين وصلة وثيقة تجعل الآية الثانية أولى ما يتبع الآية الأولى. ب- سبب النزول: أما سبب نزول هذه الآية الكريمة فقد قال قوم: إنها نزلت حين جادل أبو بكر عمر رضى الله عنهما فى شأن وفد بنى تميم، فارتفعت أصواتهما، وحجة هؤلاء ما رواه البخارى وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال: قدم ركب من بنى تميم، على النبىّ صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضى الله عنه: أمّر القعقاع بن معبد، وقال عمر رضي الله عنه: بل الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما أردت إلا خلافى. فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فأنزل الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) الآية [1]. [1] رواه أحمد (4/ 568، 572) والبخارى (4845) والترمذى (3266) والنسائى فى" المجتبى" (5386) والبزار (2188) عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما. |
||||
| نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 422 | ||||
|
www.eShia.ir